لقد مضى على هذا الكتاب أكثر من عشرة قرون من غير أن يخدم وينشر، مع ما وجد من كثرة ما نقل منه، التي تدل على أهمية الكتاب في موضوعه لدى علماء السلف وفقهائهم، وقد حاولت محاولة عبادة على أن أحصل على نسخة كاملة من هذا الكتاب، ولكن دون جدوى، ولما رأيت في الآونة الأخيرة تلاعب بعض المحققين المتهالكين لأعمال الآخرين، توجب علي أن أقوم بخدمة هذا الكتاب خدمة صحيحة، وأن أخرج نص الكتاب على أقرب صورة وضعه عليها المؤلف، فكان عملي على النحو التالي:
١ - اعتمدت التحقيق على النسخ الموجودة، ماعدا نسخة مكتبة ابن يوسف المراكشي فإنني لم أحصل عليها.
٢ - أول الكتاب من أصل المخطوط من نسخة كلية الإلهيات ساقط، فكان لا بد من إكماله من كتاب "الأوسط" الذي هو أصل "الإشراف".
٣ - أكملت السقط من كتاب المغنى لابن قدامة، والمجموع للنووي، والمحلى لابن حزم إذا ما وجدت السقط في كتاب الأوسط مثل كتاب الزكاة والصيام والمناسك.
٤ - اختصرت كتاب الغصب الموجود في آخر نسخة التركية والقاهرة، لأنه من كتاب الأوسط.
٥ - أشرت إلى بداية السقط، واستكماله من الأوسط، أو الكتب الأخرى، وذلك في الحاشية.
٦ - أثبت النصوص الحديثية والفقهية كما هي، وذلك بالرجوع إلى مظان وجودها.