وقوله:«حتَّى إذا كانوا فَحْماً» بفتحِ الحاءِ، قال ابنُ دريدٍ: ولا يقال بسكونِها؛ هو الجمرُ إذا طَفِيَ نارُه، قال القاضي: وقياسُ هذا البابِ جوازُ السُّكونِ.
وقوله:«قد فَحَصوا عَن أوساطِ رؤوسِهم من الشَّعَر، فاضربْ ما فَحَصوا عَنه بالسَّيف» يريدُ حلقُوا أوساطَ رؤوسِهم، قال ابنُ حبيبٍ: هؤلاءِ الشَّمامسةُ أمرَه بقتلِهم وضَربِ أعناقِهم.
١٨١١ - (ف ح ش) قوله: «لم يكُن ﵇ فَاحشاً ولا مُتفحِّشاً»[خ¦٣٥٥٩]، و «متى عَهِدتِنِي فحَّاشاً»[خ¦٦٠٣٢]، و «منِ اتَّقى النَّاسُ فُحشَه»[خ¦٦٠٥٤] قال ابنُ عرفةَ: الفاحشُ ذو الفُحْشِ في كلامِه، والمتفحِّشُ الذي يتكلَّفُ ذلك ويتعمَّدُه، وقال الطَّبريُّ: الفاحشُ البَذيءُ، قيل: ويكونُ المتفحِّشُ الذي يأتي الفاحشةَ المنهيَّ عنها.
وقوله لعائشةَ حين ردَّت على اليهودِ، عليكم السَّامُ واللَّعنةُ:«لا تَكُونِي فَاحشةً»، و «إنَّ الله لا يُحِبُّ الفُحشَ ولا التَّفحُّش» هو ممَّا تقدَّم في القولِ، ألا تُراه في الرِّوايةِ الأخرَى:«إنَّ الله يُحِبُّ الرِّفقَ في الأمرِ كلِّه»[خ¦٦٠٢٤].
وقيل: هو هنا عدوانُ الجوابِ؛ لأنَّه لم يكُن منها إليهم فُحْشٌ، قاله الهرويُّ، قال القاضي ﵀: لا أدرِي ما قال، وأيُّ شيءٍ أفحشُ من اللَّعنةِ؟! وما قالَته لهم ممَّا يستحقُّونَه.
وقوله:«من أجلِ ذلك حرَّم الفَوَاحِش»[خ¦٥٢٢٠] قال ابنُ عرفةَ: كلُّ ما نَهى الله عنه فهو فاحشةٌ، وقيل: الفاحشةُ ما يشتدُّ قبحُه من الذُّنوبِ، والفُحْشُ: زِيادةُ الشَّيءِ على ما عُهِد من مقدارِه.
فصلُ الاخْتِلافِ والوَهمِ
قول مالك ﵀:«لا شفعَة في بِئرٍ، ولا فَحلِ نَخلٍ» كذا هو في «الموطَّأ» عندَ جميعِهم، وأهلُ اللُّغةِ ينكرونَ هذِه اللَّفظةَ، قالوا: وإنَّما يقال: فُحَّال النَّخلُ: بضمِّ الفاءِ مشدَّدَ الحاءِ، وهو الذَّكَر منها، قالوا: ولا يقال فيها فَحْل، قاله ابنُ قتيبةَ وابنُ دريدٍ.
الفاءُ معَ الخاءِ
١٨١٢ - (ف خ ذ) قوله: «نَام عَلى فَخِذي»[خ¦٣٣٤]، و «تَكفِي الفَخِذَ من