للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وذي شَناتِر، وذي يَزَنٍ، وفي الحديثِ: «أمَّا ذَوُو رَأْيِنَا» وهذا جمعٌ، وقد أجاز بعضُهم على هذا ذَوُو مالٍ، وذَوَا مالٍ وذَوُون.

وعند الأَصيليِّ في (باب الرِّكَاب والغَرْز): «أهلَّ من عند ذَوِي مَسجدِ ذي الحُلَيْفة» * [خ¦٢٨٦٥] وهذا إضافَةٌ إلى مُفرَدٍ.

وفي حَديثِ أمِّ زَرعٍ في بَعضِ رواياتِ مُسلمٍ: «وأَعْطاني من كلِّ ذي رائحةٍ زوجاً»، وهذه إضافَةٌ إلى صِفَة، ووجْهُه أنَّه من ذلكَ الشَّاذِّ كذي يَزَنٍ، وذي جَدَنٍ، أو بمعنَى: «الذي هو» كقولهم: افعل ذلك بذي تَسْلم، وهو شاذٌّ أيضاً؛ أي: بالذي تسلَم، أو بسَلامَتِك، أو بالذي هي سَلامَتُك، أو ولك السَّلامة، هذه الوجوه التي وجَّهوا بها هذا اللَّفظ على اختلافهم في عبارتهم عنه بما ذكرناه، وكلُّه راجعٌ إلى أنَّه دُعاء له، أو تكون ذي صِلَة ودعماً للكَلامِ، كقولهم: رأيته ذا يوم أو ذا ليلة وقد يرجِعُ إلى نَحوِ ما قُلنَاه من التَّأويلِ على ما نذكُره بعدُ.

وجاء في الحديثِ في هذه الأمَّهاتِ منها ألفاظٌ سوى ما ذكَرْناه منها:

قوله: «ذو بطنِ بنتِ خارِجَةَ» أي: صاحبُ بَطنِها يريد الحملَ الذي فيه.

وقوله: «ويَرمِي جَمرةَ ذاتِ العَقَبةِ من بَطنِ الوَادِي» [خ¦١٧٥١] أي: الجمرة التي تضاف للعَقبَةِ، كما قال في الحديثِ الآخرِ: «التي عِندَ العَقَبةِ» [خ¦١٧٥٣] وكلُّ هذا إضافةٌ إلى مُفردٍ.

وقوله: «إن تَقتُل تَقتُل ذا دَمٍ» [خ¦٤٣٧٢] أي: صاحِب دمٍ يُشتفى به، ويُدرِك قاتلُه ثأرَه به، ولم يُرِد به الجِنْس.

وقوله لعَليٍّ : «ذو قَرْنَيها» أي: صاحبُ قَرنَيها، يريد قَرني الجنَّةِ؛ أي: طرَفَيها، وقيل: «ذو قَرْنَيها»: ذو قَرنَي هذه الأُمَّة؛ أي: إنَّك فيها كذي القَرْنَين في أمَّتِه ودعائه لهم، وأنَّه فيما ذُكِر ضَرَب على قَرْني رَأسِه، وقيل: معناه: فارِسُها وكَبْشُها، وقيل: معناه: إنَّك مَضرُوب هذه الأمَّة بقَرنَي رَأسِه.

وقوله: «تَصِلُ ذا رَحِمِكَ» أي: صاحب رحِمِك ومُشارِكِك فيه، وهو من الجائز على ما قدَّمناه.

وتكون الإضافة في هذا كلِّه على تقدير الانفصال، وذو في هذا الباب كلِّه بمعنى صاحب كذا، والَّذي له كذا، أو الَّذي في شَأنه كذا.

الذَّال واليَاء

٧٩٢ - (ذ ي خ) قوله: «فإذا بذِيخٍ مُلْتَطِخٍ» [خ¦٣٣٥٠] بكَسرِ الذَّال وآخرُه خاء مُعجَمة، وهو ذَكَرُ الضِّباع، ومعنى «مُلْتَطِخٍ» بالطِّين أو برجيعِه، كما في الحديث الآخر: «أَمْدَر» أي:

<<  <  ج: ص:  >  >>