وفي حَديثِ أبي لُبابَةَ:«أنَّه ربَط نفسَه بسِلسِلَةٍ رَبُوضٍ» جاء في «الموطَّأ» من روايةِ ابنِ بُكيرٍ، وفسَّرها في الحديثِ:«الثَّقيلَة»، كأنَّه يريد أنَّها بثِقلِها ربَضَت بالأرْضِ؛ أي: أقامَت، يقال: ربَض بالأرضِ إذا أقام، ومنه ربَضتِ الماشية، و «مرابضُ الغَنمِ»[خ¦٢٣٤] مواضعُ إقامتها في المَبيتِ، وقال شِمْرٌ: فلان رَبْضٌ عن الحاجات؛ أي: ثَقِيل عنها كأنَّه لا يبرَح مَكانه.
٨٠١ - (ر ب ع) قوله في الشُّفْعةِ: «في أَرْضٍ أو رَبْعٍ» وذكر: «الرَّباع»[خ¦١٥٨٨] أيضاً جمعُ رَبْع، قال الأصْمَعيُّ: الرَّبْعُ: الدَّار بعَينِها حيث كانت، والرَّبع: المَنزِل في زمَنِ الرَّبيع خاصَّة، قال القاضي ﵀: وتَفرِيقه في الحديثِ بين الأرضِ والرَّبعِ يُصحِّح ما قاله، وأنَّه مُختَص بما هو مَبنِيٌّ، وفي بعضِ الرِّوايات:«أو ربعةٍ» بزيادة تاء، كما قالوا: دارٌ ودارة، ومنزلٌ ومنزلة، وفي رواية:«أو ربعِهِ» بهاء الضَّمير، ويعضُد أيضاً ما تقدَّم قوله في الشُّؤم:«وإن كان ففي الرَّبع»، وجاء في الرِّواية المَعرُوفة:«ففي الدَّار»[خ¦٥٠٩٤] فدَلَّ أنَّه المُراد.
وقوله في صِفَته ﷺ:«كان رَبعَةً»[خ¦٣٥٤٧] بسُكون الباء وفَتحِها وفَتحِ الرَّاء؛ هو الرَّجلُ بين الرَّجُلَين في قَدِّه وقامته، والمُؤنَّثُ والمُذكَّر، والواحدُ والجَمعُ فيه سواء.
وفي حَديثٍ آخر:«كان أطولَ من المَربوعِ»، وفي الحَديثِ الآخَرِ:«مَرْبُوعاً»[خ¦٣٥٥١]، ويفسِّره قولُه في الرِّوايَةِ الأُخْرى:«ليس بالطَّويلِ البَائنِ ولا القَصيرِ»[خ¦٣٥٤٨]، وهذا يُفسِّر الرِّوايَةَ الأُخْرى:«فوق المَربُوع»، أنَّه كان رَبْعةً لكن إلى الطُّول أكثَر لكنَّه لم يكن بالطَّويلِ البائن.
وقوله:«ارْبَعُوا على أنْفُسِكُم»[خ¦٢٩٩٢]، و «ارْبَعي على نَفسِكِ» بفتح الباء، أي: الزمي أمرَكِ وشَأنَكِ، وانتظري ما ترِيدُ ولا تَعْجَل، وقيل: كُفّ وارْفُق.
وقوله في حائِطِه:«رَبِيع»، و «على أَرْبِعَاءَ لها»[خ¦٩٣٨]، و «ما يَنبُت على الأرْبِعاءِ»[خ¦٢٣٤٦]، و «على الرَّبِيعِ»، و «كان لِجَدِّي رَبيعٌ»: بفتح الرَّاء وهو الجَدوَل، وجمعُه: أَربِعاء ممدُودٌ بكَسرِ الباء وفَتحِ الهَمزَة، ورُبْعان بضَمِّ الرَّاء، وأمَّا رَبِيعُ الكَلأ وهو الغضُّ منه فيُجمَع أربِعةً ورِبْعاناً، وأمَّا اليوم؛ فيقال فيه: الأَرْبِعَاء مثل الأوَّل، وحُكي بفَتحِ الباء أيضاً وبضمِّها، كلُّها ممدُود، وجمعه أَرْبِعَاوَات.