١٠٢٧ - (ط ي ش) قوله: «فكانت يدي تطِيشُ في الصَّحْفَة»[خ¦٥٣٧٦] أي: تخِفُّ وتَجولُ في نواحِيها، والطَّيشُ: الخِفةُ.
فصلُ الاخْتلافِ والوَهمِ
في حَديثٍ الشَّهرُ تسعُ وعِشرُون:«وطبَّقَ شُعبَةُ بيَدِه» كذا هو بالطَّاء مُشدَّد الباءِ هنا، وفي حَديثِ جَبَلَةَ:«وصَفَّقَ» بالصَّادِ، وبعضُهم قاله بالسِّين، وكلُّها صحِيحٌ، وكذلك قوله فيه:«ونقَص في الصَّفْقَةِ الثَّانِيَةِ»، وكذا هو في حَديثِ جابرٍ من رِوَايةِ اللَّيثِ بالصَّاد، ومن رِوَايةِ ابنِ جُرَيجٍ بالطَّاءِ.
وفي تَفسيرِ ﴿رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ﴾ [الدخان: ١٢]: «فأخَذَتْهم سَنَةٌ أكَلُوا فيها الطَّعامَ» كذا للقابسيِّ، وهو خطَأ، وصَوابُه ما للجَماعَةِ:«أكَلُوا فيها العِظَامَ»[خ¦٤٨٢٣] وكما جاء في غَيرِ هذا المَوضعِ لجَميعِهم [خ¦٤٦٩٣].
وفي الأشْربَةِ:«وقال ابنُ عبَّاسٍ: اشرَبِ الطِّلاءَ ما دام طَرِيّاً» كذا للجُرجانيِّ، ورِوايةُ الجَماعةِ أصحُّ:«اشْرَبِ العَصِيرَ ما دام طَرِيّاً»[خ¦٧٤/ ١٠ - ٨٣٣٠].
في المُسابَقةِ:«فطَفَّف بي الفرَسُ المَسجِدَ»، وفي رِوَايةٍ:«فطَفِق بي الفرَسُ»، وهو تصحِيفٌ، والتَّطفِيفُ هنا بمعنى: ارتَفَع حتَّى وثَب المَسجِدَ، وقد جاء مفسَّراً في الحَديثِ:«قال: وكان جدارُ المَسجدِ قَصِيراً فوَثَبه»، التَّطفيفُ مُقارَبةُ الشَّيءِ، إناءٌ طَفَّان قَرُبَ أن يَمتلِئَ ولم يَمتلِئ، ومنه: التَّطفيفُ في الكَيلِ، وهو أن يُكَال كذلك، أو لأنَّه ارتفَع عن أمرِه، وأصلُ التَّطفيفِ: الارتفاعُ، وقد ذكَرْناه، وقال أبو عُبيدٍ في قولِه:«طفَّف بي الفرسُ المَسجِدَ»: أي: وثَب حتَّى كاد يُساوِي المَسجِدَ، والأوَّلُ عندي أشبَه؛ لأنَّ المسجدَ هو كان حَدَّ جميع الخيلِ للمُسابَقةِ والسَّبقُ إليه لا لبَلاغِه، إلَّا أنْ يُريدَ بوَثبِه ارتِفاعَه حتَّى يُساوِيَ جُدُرَه.
قوله:«فكانَت يدي تَطِيشُ في الصَّحْفَةِ»[خ¦٥٣٧٦] أي: تخِفُّ وتَنتقِل في جوانِبِها، والطَّيشُ: الخِفَّة وسُرعة الحركةِ، وعند بعضِهم:«تبطِشُ»، وليس بشَيءٍ.
وقوله في الخُلعِ:«لكنِّي لا أطِيقُه»[خ¦٥٢٧٥] بالقاف، وعند المهلَّبِ:«لا أُطِيعُه» بالعين، ولا وَجْه له، والأوَّل أشبَه بمسَاقِ الحَديثِ، وإنَّما أخبَرتْ عن بُغضِها فيه، وعدمِ احتمالها لخُلُقِه والصَّبرِ عليها، وأنَّها لا تملِكُ أمرَها عليه.