للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

١٢١ - (ب ت ر) قوله: «اقتُلُوا … الأبْتَر» [خ¦٣٢٩٧] أصلُه القَصيرُ الذَّنبِ، وفسَّرُوه في هذا الحديثِ: الأفْعَى، وقال ابنُ شُمَيل: صِنفٌ من الحيَّاتِ أزْرَقُ مَقطُوعُ الذَّنب، لا تَنظُر إليه حامل إلَّا ألقَتْ ما في بَطنِها.

١٢٢ - (ب ت ل) وقوله: «رَدَّ على عثمانَ بنِ مَظعونٍ التَّبتُّلَ» [خ¦٥٠٧٣] أي: تَرْكَ النِّكاح والانقطاعَ عنه، بدَليلِ قَولِه: «ولو أَذِنَ لنا لاختَصَينا»، ومنه: «صدَقةٌ بتَّة بَتْلَة»، وكلُّه من نَحوِ ما تقدَّم.

وسُمِّيت مريم البَتُول؛ لانقِطاعها عن الأزْواجِ، وفاطِمَة البَتُول؛ لانقِطاعِها عن الأمْثالِ، وقيل: عن الأزْواجِ إلَّا عن عليٍّ.

١٢٣ - (ب ت ع) «البِتْعُ» [خ¦٤٣٤٣] بكَسرِ الباء بواحِدَة وسُكون التَّاء باثنتَين فوقَها، وقد ذكَر أهلُ اللُّغة فيه فتح التَّاء أيضاً، ولم يختَلِفُوا في كسر الباء قبلَها؛ هو شَرابُ العَسلِ، وقد جاء مُفسَّراً في الحَديثِ.

فصلُ الاخْتلافِ والوَهمِ

في حَديثِ الدَّعوةِ قبل القِتالِ وَذَكَرَ حديثَ يحيى بنِ يحيَى التَّميميِّ في سَبي بني المُصطلق وخبَر جُوَيرِيَة بنتِ الحارِثِ وفيه: «قال يحيى: أحسِبُه قال: جُوَيرِيَةَ -أو الْبَتَّةَ- ابنةَ الحارِثِ» كذا قيَّدنا هذا الحرفَ في كتاب مُسلمٍ عن جَميعِهم: «الْبتَّة» بباء بواحدة مَفتُوحة، بعدها تاء باثنتين فوقها مُشدَّدة.

ورأيتُ أبا عبدِ الله بنَ أبي نَصرٍ الحُميديُّ في «مختصره» ضبَطَه «أَلِيته» بكَسرِ اللَّامِ بعدَها ياء باثنَتَين تحتَها، كأنَّه اسمٌ آخر شَكَّ فيه وفي جُوَيرِيَة، وهو تَصحِيفٌ لا شَكَّ فيه، إذ هذا الاسم ممَّا لم يُعرَف، ولا سُمِع به فيمن سُبِيَ من بني المُصطَلِق، وإنَّما لحِقَ يحيى شَكٌّ في سماعه في نَسَبِ جُوَيرِيَة، فقال: أحسِبُه قال ذلك، ثمَّ غلَّب على ظنِّه قوله فقال: أو هي الْبَتَّة؛ أي: أقطَع أنَّه قاله، وإنَّما توَقُّفه تَشكُّكٌ منه، ويدُلُّ عليه قولُه بعدُ من الطَّريقِ الآخَرِ عن غيرِه: «وقال: جُوَيرِيةَ بنتَ الحارثِ ولم يشُكَّ».

وكان يحيَى بنُ يحيَى لكَثرةِ توَرُّعه وخَوفِه يَتوقَّف في الحَديثِ كثِيراً ويَذكُر الشَّكَّ فيه، حتَّى كانوا يُلقبُونه بالشَّكَّاكِ لذلك.

ومثلُ هذا قولُ يحيَى بنِ يحيَى أيضاً فيه في آخِرِ حَديثِ الصَّلاةِ بعد الجُمعةِ: «أظنُّه قرَأتُ فيُصلِّي، أو الْبَتَّةَ» أي: شَكَّ هل قرَأ فيُصلِّي، ثمَّ غلَّب يقِينَه، فقال: أو الْبَتَّةَ؛ أي: لا أشُكُّ بل أبُتُّ أنِّي قرَأتُه.

وفيمَن أعتَق شِركاً له في عَبدٍ في «المُوطَّأ» قال: «ليسوا همُ ابتدَأوا العِتاقةَ ولا أبتُّوها» بتاء باثنَتَين كذا لابنِ وضَّاحٍ، وروَاه أكثَرُهُم: «أثْبَتُوها» من الثَّباتِ، ورَوَاه آخَرُون: «أنْشَئُوها»؛ أي: ابتَدَأُوها، وكذا لابنِ عبدِ البرِّ، وسقَطَت الكلِمَة كلُّها من رِوايَةِ ابنِ بُكيرٍ.

<<  <  ج: ص:  >  >>