للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

تعَبٍ ومَشقَّةٍ، وقال غيرُه: يريد على ظَهرِه؛ لأنَّ الظَّهرَ عَمودُ البَطنِ وما فيه، لأنَّه يُمسِكه ويُقوِّيه، فهو له كالعَمُود.

١٠٤٥ - (ك ب ر) قوله: «الله أكْبَر» [خ¦٨٩] قيل: مَعناه: الكبيرُ، وقيل: أكبَرُ من كلِّ شَيءٍ، فحُذِفت لوُضُوحِ المعنَى، ومعنى أكبَر والكبير في حقِّه تعالى مثلُ العَظِيم والجَلِيل؛ أي: الذي جَلَّ سُلْطَانهُ وعَظُمَ، فكلُّ شيءٍ مُستَحقَر دونه، وقيل: الكبيرُ عن صِفات المَخلُوقين، واختُلِف في تَكريرِ هذه الكَلِمَة في الأذان؛ هل الرَّاء مَضمُومة أو ساكِنَة فيهما؟ أو مَفتُوحة في الأولى؛ لنَقلِ الحركة والأصلُ السُّكونُ.

وقوله: «الله أكبَر كَبِيراً» قيل: نُصِبَ بإضمار فِعلٍ؛ أي: كبَّرتُ كبيراً، وقيل: على القَطعِ، وقيل: على التَّميِيزِ.

وقوله: «الكِبْرِياءُ رِدَائي» و «كِبْرِيائي» [خ¦٧٥١٠] هي العَظَمةُ والملكُ والسُّلطانُ.

وقوله في حَديثِ ابنِ الدُّخْشُنِ: «وأَسْنَدوا عُظْمَ ذلك وكبْره» بضمِّ الكاف وكَسرِها معاً، ومثلُه في حَديثِ الإفْكِ: «وإنَّ كبْرَ ذلك» [خ¦٤١٤١] أي: مُعظَم الحديث وجُله، قال الله تعالى: ﴿وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ﴾ [النور: ١١] الآيةَ.

وقوله: «كَبِّرْ كَبِّرْ» [خ¦٣١٧٣]، و «الكُبْر الكُبْر» [خ¦٦٨٩٨] بضمِّ الكافِ وسُكونِ الباء، وفي الحديثِ الآخَر: «كَبِّرِ الْكُبْرَ» [خ¦٦١٤٢] أي: قدِّم السِّنَّ ووَقِّره، والكُبْر جمعُ أكبر، مثلُ أحمَر وحُمْر.

وقوله: «على سَاعَتي منَ الكِبَر» أي: على حالتي منه، والكِبرُ زيادة السِّنِّ، وقد يكون الكِبَر أيضاً في المَنازِل والنَّباهةِ، كقوله: ﴿إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ﴾ [الشعراء: ٤٩] أي: مُعلِّمُكم ومُقدِّمُكم.

وقوله: «فلَمَّا كَبِرَ» يقال: كبِر الصَّبيُّ يَكبَر وكبُر يكبُر، بكَسرِ الباءِ وضَمِّها في الماضي، وفَتحِها وضَمِّها في المُستَقبل، وكبِر الشَّيخ بالكسر لا غير أسنَّ يكبَر، وقيل: يقال: كبُر بالضَّمِّ أيضاً، وكبُر الأمر يكبُر، قال الله تعالى: ﴿كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ﴾ [الكهف: ٥].

وقوله في دُعائِه: «أَعُوذُ بِكَ مِنَ الكَسَلِ وسُوءِ الكِبَرِ» رويناه بالوَجهَين، سُكون الباء بمعنَى التَّعاظم على النَّاس، وبفَتحِها بمعنَى كِبَر السِّنِّ والخَرفِ، كما قال في الحَديثِ الآخَر: «وأن أُرَدَّ إلى أَرذَلِ العُمُرِ» [خ¦٢٨٢٢]، ويدُلُّ على صِحَّته روايةُ النَّسائيِّ له: «وسُوءِ العُمُرِ»، وبفَتحِها ذكَره الهروِيُّ، وبالوَجهَين ذكَرَه الخَطَّابيُّ ورجَّح

<<  <  ج: ص:  >  >>