للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال القاضي : لا يُنكَر هذا، وأحدُ التَّأويلاتِ الَّتي قدَّمنا في القَدَمِ أنَّهم قومٌ تقدَّم في عِلمِ الله أنَّه يخلُقُهم لها مُطابِق للإنْشاءِ، ومُوافِق لمَعنَاه، وهو أشهَر التَّأويلَاتِ في القَدمِ، والمَروِيُّ عن الحسَنِ وغَيرِه من السَّلفِ والأئمَّةِ، ولا فرق بين الإنشاء للجنَّةِ أو النَّار، لكنَّ ذكرَ القَدمِ بعد ذِكرِ الإنشاء هنا يُرجِّح أن يكون تَأوِيل القَدمِ بخِلافِه بمعنَى: القَهرِ والسَّطوةِ أو قدم جبَّارٍ وكافرٍ من أهْلِها كانَت النَّارُ تَنتَظِر إدخاله إيَّاها بإعلام الله لها أو الملائكة المُوكَّلين بها أمره، كما تقدَّم في حَرفِ الجيمِ.

٢٥٧٢ - وفي مَناقبِ حُذيفَةَ: «أي عِبادَ الله أُخرَاكُم، فرَجَعت أُولَاهُم فاجْتَلَدت أُخرَاهُم» [خ¦٣٢٩٠] كذا لأكثَرِ الرُّواةِ، وعند القابِسيِّ: «فرَجَعت أُولاهُم على أُخراهُم»، وفي كتابِ عُبدُوسٍ: «فرَجَعت أُولاهُم على أُخرَاهُم فاجْتَلدت أُخرَاهُم»، وفي كلِّ هذا تغيِيرٌ وتَلفِيفٌ، وفي حَديثٍ آخَر: «فرَجَعَت أُولاهُم فَاجتَلَدَت هي وأُخرَاهُم» [خ¦٤٠٦٥]، قيل: وصَوابُه: «فرَجعَت أُولَاهُم مع أُخرَاهُم»، ويُخرَّج ما في غَزوةِ أُحدٍ [خ¦٤٠٦٥]؛ أي: اجتلَدَت هي وأُخراهُم مع الكُفَّارِ.

ومن ذلكَ في كتابِ «صحيح مسلم»:

٢٥٧٣ - قوله في خُطبةِ كِتابِه: «وضعَّفَ يحيى بن موسى بن دينار» وكذا جاء في جَميعِ النُّسخِ، وفيه تغيِيرٌ استمَرَّ من النَّقلةِ عن مُسلمٍ، وصَوابُه «وضعَّفَ يحيَى موسَى بنَ دينارٍ» ويحيَى هذا هو ابنُ سَعيدٍ القَطَّان المَذكُور قبلُ من قَولِ مُسلمٍ: (حدَّثنا بِشرُ بنُ الحكَمِ قال: سمِعتُ يحيَى بنَ سَعيدٍ القَطَّان ضعَّف حكِيمَ بنَ جُبيرٍ وعبدَ الأعلى) ثمَّ قال: (وضعَّف يحيَى مُوسَى بنَ دِينارٍ)، ثمَّ قال: (وضعَّف مُوسَى بنَ الدِّهقان، وعِيسَى بنَ أبي عِيسَى)، كذا ذكَرَهم مُسلِم، كلُّهم من تَضعيفِ يحيَى، وكذا نقَل العُقيليُّ كلامَ يحيَى في مُوسَى.

٢٥٧٤ - وفي حديثِ السَّائلِ عن الإسْلامِ في حَديثِ جَريرٍ عن عُمارَةَ عن أبي زُرعَةَ عن أبي هُريرَةَ قولُ مُسلمٍ: «وأبو زُرعَة اسمُه: عُبيدُ الله، وأبو زُرعَة هذا روَى عنه الحسَن بنُ عُبيدِ الله، وأبو زُرعَة كُوفيٌّ من أشجَع»، ثبتَت هذه الزِّيادةُ عن ابنِ ماهانَ خاصَّة، وكذا قالَه مُسلِمٌ في «طبقاته» أنَّ اسمَه: عبيدُ الله، وقال في كتابِ «الكُنَى»: اسمه: هرم، وهو قولُ البُخاريِّ أنَّه هرم بنُ عمرِو بنِ جَريرِ بنِ عَبدِ الله البَجليُّ، كذا ذكَره في «التَّاريخ الكَبير»، وقال ابنُ معين: اسمه: عمرو بن عمرو، وكذا قال النَّسائيُّ في كتابِ: «الأسماء والكنى».

وقوله: «روَى عنه الحسَن» فقد وافَقه عليه البُخاريُّ، وخالَفهما ابنُ المَديني وابنُ الجارُود

<<  <  ج: ص:  >  >>