وقوله في الزَّكاة في حديث الأحْنَف وأبي ذرٍّ:«فجاء رجلٌ حسَنُ الشَّعَرِ والثِّيابِ والهَيئةِ» كذا للقابسيِّ بالمهملَتين، من الحُسن، وعليه فسَّره الدَّاوديُّ، ولغيرِ القابسيِّ:«خَشِنُ»[خ¦١٤٠٧] بالمعجمة، من الخُشونة، وهو الصَّحيحُ، وفي كتابِ مسلم:«أَخْشَنُ الثِّيابِ، أَخْشَنُ الجسدِ، أخْشَنُ الوجهِ» إلَّا عند ابن الحذَّاء فعندَه في الآخِر: «حسَن الوجه».
وفي صَدر كتاب مسلم:«وأَحسَّ الحارثُ بالشَّرِّ فذهبَ» كذا رَويناه، وكان عند بعضِ شيوخِنا:«وحسَّ» ووهَّمَه بعضُهم وقال: صوابُه: «أحسَّ» وقد ذكَرنا قبلُ أنَّه يُقال: حسَّ وأحسَّ، بمعنَى: توهَّمتُ أمراً فوجَدتُه كذلك.
قوله في حديث أبي كُريبٍ:«فإذا أَحسَّ أن يُصبِحَ» كذا لأكثرِ الرُّواة، وعند بعضِهم:«فإن خَشِي»، وهما بمعنًى، لكن «خَشِي» هنا أوجهُ، بل وجهُ الكلام ما جاء في الحديث الآخَر:«فإذا خَشِي»[خ¦٤٧٢] ويكون: «أحسَّ» أي: أدرَك قُربَ الصَّباح لا نفسَه وحلولَه.
في التَّفسير:«أحسَنُ الحُسنَى: مثلُها» كذا عند الأَصيليِّ، وهو وهمٌ من الكاتِب، وصوابُه ما للجماعة:«﴿أَحْسَنُواْ﴾ [يونس: ٢٦]»[خ¦٦٥/ ١٠ - ٦٧٨٧]، وإنَّما أراد تفسيرَ الآية.
قوله:«إنَّه لا أَحسنَ ممَّا تقولُ»[خ¦٤٥٦٦] ذكَرناه في حرف اللَّام، وفي تفسير سورة (ص): «القِطُّ هنا: صحيفةُ الحِساب» كذا للكافَّة، ولأبي ذرٍّ لغيرِ أبي الهيثم:«الحَسَناتِ»[خ¦٤٨٠٧].
٥٤٨ - (ح ش ر) و «الحَشر» مثلُه بالرَّاء مع سَوْقٍ، ومنه:«يومُ الحشر» لجَمْعِه النَّاسَ فيه وسَوْقِهم إليه، وفي الحديث في الأشراط:«نارٌ تخرجُ من قَعْر عدنٍ تَطرُدُ النَّاسَ إلى مَحشَرِهم» يريدُ الشَّام، وقيل: في قوله تعالى: «﴿لِأَوَّلِ الْحَشْرِ﴾ [الحشر: ٢]»[خ¦٦٤/ ١٤ - ٥٩٥٦] أوَّلُه هو جلاءُ بنِي النَّضير، قال الأزهريُّ: هو أوَّلُ الحشرِ إلى الشَّام، ثمَّ الثَّاني: حَشْرُ النَّاس إليها يومَ القيامة، ومنه قولُه في الحديث الآخَر:«يُحشَر النَّاسُ على ثلاثِ طرائقَ» الحديثَ [خ¦٦٥٢٢]، و «تحشُرُ بقيَّتَهم النَّارُ»[خ¦٦٥٢٢] كلُّه بمعنَى: الجمعِ والسَّوْقِ، وقيل في هذا: إنَّه من الجلاءِ والخروجِ عن الدِّيار، كما قيل في خبَرِ بنِي النَّضير.