للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقوله: «وإن غَشِيْنا من ذلك شَيئاً» [خ¦٣٨٩٣] أي: ألممْنَا به وباشَرناه، وغاشيةُ الرَّجلِ الذينَ يلوذونَ به ويتكرَّرونَ عليه.

وقوله: «ولم يَغشَهُنَّ اللَّحمُ» [خ¦٢٦٦١] أي: لم يباشرْهنَّ ويكثرْ بِهنَّ.

و «ما لم تُغشَ الكَبائرُ» أي: تُؤْتَ وتُباشَر.

فصلُ الاخْتِلافِ والوَهم

قوله في حديثِ الكسوفِ: «وقد تجلَّاني الغَشِيُّ» كذا ضبطناه عن أكثرِهم في الأمَّهاتِ: بفتحِ الغينِ وكسرِ الشِّينِ وتشديدِ الياءِ، وكذا قيَّدَه الأَصيليُّ، ورواه بعضُهم: «الغَشْيُ» [خ¦٨٦] بسكونِ الشِّينِ وتخفيفِ الياءِ، وهما بمعنًى؛ يريدُ الغَشاوةَ، يقال بالفتحِ والكسرِ، وحكَى بعضُهم: «على بصرِه وقلبه غُشاوة» بالضَّمِّ، قالَ ابنُ الأعرابيِّ: ويقال: غَشْوةٌ وغِشْوةٌ وغُشْوةٌ، وأصلُه من الغِطاءِ، وكلُّ شيءٍ غطَّى شيئاً فقد غَشِيَه؛ وهو غشاءٌ له، ورويناه عن الفقيهِ أبي محمَّدٍ عن الطَّبريِّ: «العَشِيُّ» وليسَ بشيءٍ.

وقوله في حديثِ سَعدٍ: «فوجدَه في غشِيِّه» بكسرِ الشِّينِ وشدِّ الياءِ، كذا لرواةِ مسلمٍ، وعندَ البخاريِّ: «في غَاشِيةٍ» [خ¦١٣٠٤] قيل: معناهُ من يَغشاهُ من أهلِه وبطانتِه، ويدلُّ على صحَّةِ هذا التَّأويلِ قوله في الحديثِ بعدَ هذا: «فتفرَّق قومُه عَنه»، وقيل: معناه: الغِشاوةُ.

وقد رواه لنا الخُشنيُّ: «في غَشْيَةٍ» بسكونِ الشِّينِ وتنوينِ التَّاءِ آخرَه، وقال لنا أبو الحسينِ: لا فرقَ بين غَشِيِّه وغَشْيَةٍ، وقال الخطَّابيُّ: وقوله: «في غاشِيَةِ» يَحتمِلُ من يَغشاهُ مِنَ النَّاسِ، أو ما يَغشاهُ من الكَربِ.

وتقدَّمَ في حرفِ العينِ قوله في سِدرَةِ المنتهى: «وغَشِيَها ألوانٌ» والخلافُ فيه والوهمُ.

الغينُ معَ الواوِ

١٧٧٢ - (غ و ث) قوله في حديثِ هاجرَ: «هل عِنَدكِ غَوَاثٍ» بالفتحِ للأَصيليِّ، وعندَ أبي ذرٍّ والقابسيِّ: «غُواثٌ» بالضَّمِّ وكلاهُما صحيحٌ، وعندَ بعضِهم: «غِوَاثٌ» [خ¦٣٣٦٤] بالكسرِ، وهو صحيحٌ أيضاً، قال ابنُ قتيبةَ: يُفتَح ويُضَمُّ، قال الفرَّاءُ: يقال: أجابَ الله غُواثه وغَواثه، ولم يأتِ في الأصواتِ إلَّا الضَّمُّ، إلَّا غِواثاً، وقد جاءَ مكسوراً نحو النِّداءِ والغِناءِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>