وفي الدِّياتِ:«فسدَّد إليه مِشْقَصاً»[خ¦٦٨٨٩] كذا للأَصيليِّ وأبي ذرٍّ، وعند الحمُّوييِّ وبقِيَّتِهم:«شدَّد» بالشِّين المُعجمَة، وهو وَهمٌ، والصَّوابُ الأوَّل.
وفي تَفسيرِ سَبَأ:«﴿سَيْلَ الْعَرِمِ﴾ [سبأ: ١٦]: ماءٌ أحمرُ أرسَلَه الله من السُّدِّ-ثمَّ قال: - ولم يكن الماءُ الأحمرُ من السُّدِّ»[خ¦٦٥/ ٣٤ - ٧٠٢٥] كذا لهم، وعند الحمُّوييِّ:«من السَّيلِ» مكان: «السُّدِّ» فيهما، والصَّوابُ «السُّدُّ» في الأوَّل، و «السَّيل» في الثَّاني.
وفي حَديثِ الخضِر في السَّفِينَة:«منهم من يقول: سَدُّوها بقارُورةٍ، ومنهم من يقول: بالقارِ»[خ¦٤٧٢٦] وهو الصَّوابُ، ضبَطَه الأَصيلي:«سُدُّوها» بضمِّ السِّين وهو وَهمٌ، وصَوابه الفتح على الخبَرِ.
وقوله:«سَرَباً»[خ¦١٢٢] أي: طرِيقاً لوَجهِه ومَذهَباً، والسَّرْبُ أيضاً بالسُّكون: الطَّريقُ والمَذهبُ، وبكَسرِ السِّين: النَّفسُ والبالُ، ومنه في الحَديثِ:«من أصبَح … آمناً في سِرْبه» أي: في نَفسِه رخيَّ البالِ، ومن قال هنا:«في سَرْبه» بفتح السِّين يريد في مَذهَبِه ومَسلَكِه، قال الخطَّابيُّ: أجمَع أهلُ الحديثِ واللُّغةِ على كسرِ سينِ «سِرْبِه» يعني نَفْسَه إلَّا الأخفش فإنَّه فتَحَها.
وقوله في النَّاقةِ:«يَقطعُ دُونها السَّرابُ»[خ¦٣١٩١]، و «يزولُ بِهم السَّرَاب»[خ¦٣٩٠٦] هو ما يظهَر نصف النَّهارِ في الفَيافِي، كأنَّه ماءٌ، والأوَّلُ ما يكون في طرَفي النَّهارِ، يشيرُ إلى بُعدِ سَيرِ النَّاقةِ حتَّى ظهَر ما بينه وبينها السَّرابُ وتَقطَعُه؛ أي: ذهَبَت وأبعَدَت حتَّى صار بين طالِبِها وبينَها السَّرابُ، وتقدَّم في القاف [ق ط ع].