للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

«تَقَطِّعْتُ في الجِبالِ» بضمِّ التَّاء، ومعناه بيِّنٌ، ورواه جمهورُ رواةِ مسلمٍ وعامَّةُ رواةِ البُخاريِّ: المُستملي وابنُ السَّكنِ وأبو ذرٍّ وحاتمٌ عن القابسيِّ: «الحِبَال» [خ¦٣٤٦٤] بالحاءِ المهملةِ فيهما والباءِ بواحدةٍ، إلَّا أنَّ عندَ ابنِ السَّكنِ: «فِيَّ» مكان «بي» ومعناه: الأسبابُ الموصِلةُ إلى الرِّزقِ -كما قال تعالى: ﴿وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ﴾ [البقرة: ١٦٦]- والطُّرُقُ المسْلوكَةُ في طلبِه التي مَشَيْتُ فيها، والَحْبلُ: الطَّريقُ في الرَّملِ، وهو أيضاً: رمْلٌ مستطيلٌ، ورواه بعضُ رواةِ مسلمٍ بالياءِ باثنتَينِ تحتَها، ومعناه: الاِحتِيالُ والتَّسَبُّب للرِّزقِ، وكذا جاء في أصلِ شيخِنا التَّمِيميِّ: «الحِيَل» في اللَّفظةِ الأولى، ثمَّ كتَب عليه: «الحبال»، وكذا لجميعِهم في كتابِ النُّذُورِ إلَّا لأبي الهيثَمِ من شيُوخِ أبي ذرٍّ، فقيَّدَه: «الجبال» بالجيمِ.

قوله: «احبِسْ أبا سفيانَ عند خَطْمِ الجبلِ» كذا هي روايةُ بعضِهم: «خَطْم» بالخاء المعجمة، و «الجَبل» بفتحِ الجيمِ والباءِ بواحدةٍ بعدَها، وكذا رواه القابسيُّ والنَّسفيُّ، وكذا ذكره أهلُ السِّيَر، و «خَطمُ الجبَلِ»: طرفُه وأنفُه السَّائِلُ، وهو الكُراعُ، ورواه سائرُ الرُّواةِ؛ الأَصيليُّ وابنُ السَّكنِ وأبو الهيثَمِ: «حَطْم» بحاءٍ مهملةٍ، و «الخَيْل» [خ¦٤٢٨٠] بخاءٍ معجمةٍ وياءٍ باثنتينِ تحتَها؛ أي: حيث تجتمِع ويَحطِمُ بعضُها بعضاً لاجتِماعها، والأوَّلُ أشهرُ وأشبهُ بالمرادِ، وحبْسُه هناك حيث يضيقُ الطَّريقُ، ويمرُّ عليه جنودُ الله على هيئتِها وشيئاً بعدَ شيءٍ، فتعظُم في عينِه، وأمَّا الانحِطام فليس يختصُّ به هذا الموضعُ ولا هو المرادُ به، وأكثرُ ما يوصَف ذلك في المعارِك، وقد ضبطَه بعضُهم عن القابسيِّ وأبي ذرٍّ لغيرِ أبي الهيثمِ: «حَطْم الجبلِ» بالحاءِ المهملةِ أوَّلاً، والجيمِ في الثَّاني، وكذا قيَّده عَبْدوس، وهو وهمٌ، ولا وجهَ له.

وقولُه في حديثِ أبي بكرٍ وأضيافِه: «فاجتَبذتُ» كذا عند القابسيِّ، والذي عند ابنِ ماهانَ والعُذْريِّ والسِّجْزيِّ ورواه البخاريُّ: «فاختَبأتُ» [خ¦٦٠٢] لكنَّ ابنَ ماهانَ همزَ، وغيرُه لم يهمِز وسهَّل، وهو الصَّوابُ المعروفُ، والأوَّلُ وهمٌ.

وفي حديثِ الجيشِ الذي يُخسَف بهم: «فيهم … المجبورُ» كذا الرِّواية في كتاب مسلمٍ، وصوابُه: المُجْبَر، وهي اللُّغة الفصيحةُ في القَهر والإكراه، رباعيٌّ، وحُكي فيه: جَبَرتُ، وهي قليلةٌ، وهذا الحديثُ حجَّةٌ لهما.

الجيمُ مع الثَّاء

٣٢٠ - (ج ث م) قوله: «نهَى عن المُجَثَّمة» بفتح الجيم وشدِّ الثَّاء، هي الدَّجاجةُ

<<  <  ج: ص:  >  >>