للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقوله: «فإذا هو يتعلَّى عنِّي» [خ¦٤٦٦٦] أي: «يتكبرُ عليَّ» ويترفَّع، كما جاءَ في الرِّوايةِ الأخرَى.

فصلُ الاخْتِلافِ والوَهمِ

قوله: «ما تَرَكتَ رسولَ الله من العَنَاء» كذا لهم عندَ البخاريِّ [خ¦١٣٠٥] وبعضِ رواةِ مسلمٍ، وهو الصَّوابُ المعلومُ؛ أي: من المشقَّةِ والتَّعبِ بتَردادِكَ عليه وإغرائِك إيَّاه، ورواهُ العذريُّ: «من الغيِّ» بغينٍ معجمةٍ، وعندَ الطَّبريِّ: «من العَيِّ» بالمهملةِ مفتوحَ العينِ، ولبعضِهم: بكسرِها، وكلاهُما وهمٌ، وكذا كانَ مخرَّجاً في كتابِ ابنِ عيسى للجُلُوديِّ.

وقولُ البخاريِّ في التَّفسيرِ: «﴿لأعْنَتَكُمْ﴾ [البقرة: ٢٢٠]: لأحرجَكُم» [خ¦٥٥/ ٢٤ - ٤٣٢٨] بالحاءِ المهملةِ؛ أي: أدخلَ عليكُم الحرجَ والضِّيقَ، والعنتُ: المشقَّةُ، ثمَّ قال البخاريُّ: «﴿وَعَنَتِ الْوُجُوهُ﴾ [طه: ١١١]: خَضَعت» كذا لهم، وعندَ الأَصيليِّ: «وعنِتُّ: خَضَعتُ» بكسرِ النُّون وشدِّ التَّاءِ خَبَراً عن نفسِه، وليسَ عندَه لفظةُ «الوجوهِ» فجاءَ من لفظِ العَنَتِ المذكورِ أولاً، وعلى روايةِ غيرِه يكونُ من لفظِ العناءِ، وليسَ من البابِ؛ لأنَّ التَّاءَ غيرُ أصليَّةٍ؛ إنَّما هيَ علامةُ التَّأنيثِ، وفي الأوَّلِ أصليةٌ، لكن «عَنَت» بمعنَى: خَضَعت غيرُ معلومٍ، وهذا كلُّه ممَّا انتقدَ على البخاريِّ.

وقوله: «لكذبتُ عنهُ» كذا لرواةِ البخاريِّ [خ¦٧]، وعندَ الأصيليِّ: «عليه» وهما بمعنًى، كما قيلَ: غَدَت مِن عليه؛ أي: عنهُ ومن فَوقِه.

وقولُه في حديثِ كعبٍ: «وكانَت أمُّ سلمةَ … مَعنِيَّةً في أَمرِي» [خ¦٤٦٧٧] أي: ذاتَ اعتناءٍ به، كذا عندَ الأَصيليِّ، ولغيرِه: «مُعِينَةً» من العونِ، وكلاهما صحيحٌ، والأوَّلُ أظهرُ بمساقِ الحديثِ.

وقوله: «قَد قَطَعَ الله عُنقاً من الكُفرِ» كذا للجرجانيِّ، وعندَ أبي ذرٍّ وأبي زيدٍ: «عَيناً» [خ¦٤٧١٨] وكلاهُما صحيحٌ، والعُنُقُ هنا أوجَه؛ لذكرِ القطعِ معه؛ أي: أهلَك الله جماعةً منه، والعُنقُ بالنُّونِ: الشَّيءُ الكثيرُ -كما تقدَّمَ- وللعينِ وجهٌ أيضاً؛ أي: كفَى الله مِنهم من كانَ يَرصُدُنا أو يتجسَّسُ أخبارَنا، والعينُ: الجاسوسُ والمنقِّرُ على الأخبارِ للسُّلطانِ.

وفي حديثِ موسى والخَضِرِ: «أنا أعلمُ بالخيرِ مَن هو -أو عندَ من هو-» كذا لهم بالنُّونِ، وهو الصَّوابُ، وعندَ السَّمرقنديِّ: «أو عبد» بالباءِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>