للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ضبَطْناه في الأُمَّهات عن مَشايِخنا، البسُّ السَّيرُ، قال مالكٌ: يبسُّون يَسِيرون، وقال ابنُ وهبٍ: يُزيِّنون لهم الخرُوج، وقيل عن مالكٍ أيضاً: يدَعُون غيرَهم للرَّحيل، وقيل: يزجرُون إبلَهُم، ويقال: بسَسْتُ النَّاقةَ أَبِسُّ وأَبُسُّ، وأَبْسَسْتُ أُبِسُّ إذا سُقتَها، ويقال في زَجرِ الإبلِ في السَّوقِ: بسْ بسْ، بفَتحِ الباء وكَسرِها، أخبَرنا بذلك القاضي التَّميميُّ عن أبي مروان بن سراج، ومنه هذا، ويقال: بَسَستُها أيضاً إذا دَعَوتَها للحَلبِ، فعلى هذا: إنَّهم يَدْعُون غيرَهم للرَّحيلِ عن المَدينةِ إلى الخِصبِ بغَيرِها، ويدُلُّ عليه قولُه: «بأهاليهم ومَن أطاعَهُم»، وقال الدَّاوُديُّ: يبسُّون؛ أي: يَزجرُون دوابَّهم فتَفتُّ ما تطَأ، قال الله تعالى: ﴿وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا﴾ [الواقعة: ٥] أي: فتِّتَت.

٢٠٢ - (ب س ر) قوله في حَديثِ عِمرانَ ابنِ حُصينٍ: «كانَت بي بَواسِيرُ» [خ¦١١١٧] هي تورُّمٌ في أسفَل المَخرَج، داءٌ مَعلُوم بالباء، ومِثلُه في الحَديثِ الآخَرِ عنه: «كان مَبسُوراً» [خ¦١١١٥] أي: به الباسُورُ، كذا عند كافَّة الرُّواةِ في المَوضِعَين، ورواه بعضُهم: «مَنسُوراً» بنُونٍ في حَديثِ عبدِ الصَّمدِ؛ أي: به ناسُور، وهو بمعنَى قَريبٍ من الأوَّلِ إلَّا أنَّه لا يُسمَّى باسوراً بالباء إلَّا إذا جرَى وانفتَحَت أفوَاه عرُوقِه من خارجِ المَخرَجِ.

٢٠٣ - (ب س ط) قوله: «بيَدِه … القَبْضُ والبَسْطُ» [خ¦٧٤١٩]، و «يبسُطُ يدَه … لمُسِيءِ النَّهارِ» الحديثَ، البَسطُ هنا عِبارَة عن سعَةِ رَحمتِه ورِزْقه، قال الله تعالى: ﴿وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ﴾ [الشورى: ٢٧]، وقَبْضُ ذلك تَقتِيره وحِرمانه مَن أراد بحِكْمَته، ومن أسْمائِه تعالى: القابِضُ الباسِطُ وهو مِن هذا، وقيل: قابضٌ يقبِض الأرْواح بالمَوتِ وباسطُها في الأجْسادِ بالحَياةِ، وقيل: قابضُ الصَّدقاتِ من الأغْنِياء، وباسطُ الرِّزقِ للفُقراءِ، وقيل: قابضُ القُلوبِ؛ أي: مُضيِّقُها ومُوحشُها، وباسِطُها؛ أي: مُؤنسُها، وجميع هذا يُتأوَّل في قَولِه: «بيده القَبضُ والبَسطُ» ويَصِحُّ فيه.

وقوله في فاطِمَةَ : «فيَبْسطُني ما يَبسطُها، ويَقبِضُني ما يَقبِضُها» أي: يَسرُّني ما يَسرُّها ويسُوؤُني ما يسُوؤُها؛ لأنَّ الإنسانَ إذا سُرَّ انبَسَط وجهه واستَبْشَر وانبَسَطَت خُلُقه، وبضِدِّه إذا أصَابه سوء أو ما يَكرَهه.

وقوله: «بُسِطَ لنا من الدُّنيا ما بُسِطَ» [خ¦١٢٧٥] أي: وُسِّع.

وقوله: «انبَسَطَ إليه» [خ¦٦٠٣٢] أي: هَشَّ له وأظهَر له البِشْر.

<<  <  ج: ص:  >  >>