للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وجاءَ في حديثِ هشامِ بن عروةَ: بالضَّادِ المعجَمةِ وهمزةٍ مكانَ النُّونِ، وكذا قُيِّدَ عنه في الصَّحيحَين وغيرِهما، وعندَ السَّمرقنديِّ: فيه كالأوَّلِ، والصَّحيحُ عن هشامِ بن عروةَ ما عليه الجماعةُ، والصَّحيحُ عن عروةَ الوجهُ الأوَّلُ، وهو الذي رواه أصحابُ عروةَ عنه، إلَّا ابنَه هشاماً.

قال الدَّارقطنيُّ: صحَّفَ فيه هشامٌ، قال القاضي : ومقابلتُه بقوله: «أو تَصْنَعُ لأَخْرَقَ» [خ¦٢٥١٨] يدلُّ أنَّه «صانعاً» بالنُّون، كما قال الجمهورُ، وفي الحديثِ الآخرِ عن الزُّهريِّ: «الضَّائعُ» بالمعجمةِ لرواةِ مسلمٍ، و «الصَّانعُ» بالمهمَلةِ للسَّمرقنديِّ، وهو الصَّوابُ في روايةِ الزُّهريِّ، وقد وقعَ في «الموطَّأ» من روايةِ التَّنيسيِّ وابن وهبٍ عن مالكٍ عن الزُّهريِّ، وفيه: «وتَصنَعُ لضائعٍ -بالمعجَمةِ- أو تعينُ لأخرقَ» وفي هذا وهمٌ لا شكَّ فيه؛ لأنَّ الأخرقَ -وهو الذي لا صَنعةَ له- إنَّما يُصنَعُ له وإنَّما يُعانُ الضَّائعُ، وليسَ هذا الحديثُ في «الموطَّأ» عندَ غيرِهما لا بهذا اللَّفظِ ولا غيرِه.

وقوله في حديثِ أبي موسى: «فأعِنْ ذا الحاجةِ الملهوفَ» [خ¦٦٢٢] يعضُدُ أيضاً قولَ هشامٍ: الضَّائع بالمعجَمةِ.

وقوله في تفسيرِ قوله تعالى: ﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ﴾ [البقرة: ١٩٣] «إنَّ النَّاسَ قد صنَعوا وأنتَ ابنُ عمرَ» كذا للكافَّةِ، ولأبي الهيثَمِ: «قد ضُيِّعوا» [خ¦٤٥١٣] بضادٍ معجَمةٍ مضمومةٍ بعدَها ياءٌ، على ما لم يُسَمَّ فاعلُه، وهو أشبَهُ بالصَّوابِ.

وفي (باب الصَّلاةُ كفَّارةٌ)؛ قولُ أنسٍ في الصَّلاةِ: «أليس قد صنعْتُم فيها ما صنَعْتُم» كذا للفِرَبريِّ، وللنَّسفيِّ: «ضيَّعتُم» [خ¦٥٢٩] بضادٍ معجَمةٍ وياءٍ، والأوَّلُ أشبهُ؛ يريدُ ما أحدَثوا من تأخيرِها عن وقتِها، لكنَّه قد جاءَ عن أنسٍ في الحديثِ نفسِه بعدَه: «وهذه الصَّلاةُ قد ضُيِّعَتْ» [خ¦٥٣٠].

وفي التَّفسير: «والنُّصُبُ: أصنامٌ يذبحونَ عليها» كذا للأصيليِّ، ولغيرِه: «أنصابٌ» [خ¦٦٥/ ٥ - ٦٦٧٠] وهو الوجْهُ.

الصَّاد مع العين

١٥٠٤ - (ص ع ب) قوله: «جملاً صعباً» [خ¦٣٤/ ٣٤ - ٣٢٨٠] هو الذي لم يتذلَّلْ للرُّكوبِ.

١٥٠٥ - (ص ع د) قوله: «صَعيدٌ أَفيَحُ» [خ¦١٤٦] أي: أرضٌ واسعةٌ، و «في صَعيدٍ واحدٍ» [خ¦٣٣٤٠] أي: أرضٍ واحدةٍ، والصَّعيدُ: وجهُ الأرضِ. ومنه: ﴿فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً﴾ [المائدة: ٦] أي: طاهراً، وهو معنى قولِه في «الموطَّأ»: «فكلُّ ما كان صَعيداً فهو يُتيمَّمُ به كان سِباخاً أو غيرَه» أي: ما يُسمَّى

<<  <  ج: ص:  >  >>