للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقوله: «إن الرَّجلَ ليسلم ما يريد إلَّا الدُّنيا، فما يُسلِم حتَّى يكون الإسْلامُ أحبَّ إليه من الدُّنيا وما عليها» معناه: ينقادُ ظاهراً طلَباً للدُّنيا، أو يحبُّ الدُّخول في الإسْلامِ طلَباً للدُّنيا، فما يلتَزِمه وينقادُ لشَرائعِه ويتمكَّن في قلبه حتَّى يصرفه عن الدُّنيا إلى الآخرةِ.

وقوله في الإمامَةِ: «فأَقْدَمُهم سِلْماً» بكسر السِّين، كذا روَاه مُسلِمٌ في حَديثِ ابنِ أبي شيبَةَ؛ أي: إسْلاماً، وفي روايةِ غَيرِه: «أقْدَمُهم سِنّاً»، وفي الحَديثِ الآخَرِ: «أكبَرُهم سنّاً» وهذه تعضد الرِّواية الثَّانية.

وقوله: «فاستَلَم الحجَرَ» قال الأزهريُّ: هو افتِعالٌ من السَّلام بالفَتحِ، كأنَّه حيَّاه بذلك، وقال القَتبيُّ: هو افتِعالٌ من السِّلام بالكَسرِ، وهي الحِجارَة، ومعناه: لمسه، كما يقال: اكتَحَل من التَّكحُّل.

وقوله: «عند سَلِمات الطَّريقِ» [خ¦٤٨٨] بكَسرِ اللَّام، و «أولئك السَّلِمات» [خ¦٤٨٨] مِثلُه، كذا ضبَطَه الأَصيليُّ فيهما، قيل: حِجارُها، جمع سَلِمة بالكَسرِ، وضبَطَه غير الأصيليِّ فيهما بفَتحِ اللَّام جمعُ: سلَمة، وهي شجَرٌ من العِضاهِ، وهي شجرُ القَرَظِ، وقال الدَّاوديُّ: «سلِمات الطَّريقِ» الَّتي تنفرعُ من جَوانِبِه، وهذا غير مَعرُوف لُغَة.

وقوله: «على كلِّ سُلَامَى من النَّاس صدَقَة» [خ¦٢٨٩١] أي: في كلِّ عَظمٍ ومَفصلٍ، وأصلُه: عِظامُ الكَفِّ والأكارعِ، وقد جاء هذا الحديثُ مُفسَّراً، فذَكَر ثابتٌ في «دلائله» عنه : «لابنِ آدمَ ثلاث مئة مَفصلٍ وسِتُّون مَفصلاً، على كلِّ مَفصلٍ صدَقةٌ، قالوا: ومن يَستَطِيع ذلك؟ قال: يُنحِّي أحدُكم الأذَى عن الطَّريقِ، ويبزق في المَسجدِ فيدفنه، فإن لم يَستَطِع فإنَّ رَكعتَي الضُّحى تُجزِآنِه».

وفي مُسلمٍ: «في كلِّ تَسبِيحَةٍ صَدقةٌ، وكلِّ تَحمِيدَةٍ صَدَقةٌ، وكلِّ تَكبِيرَةٍ صَدَقةٌ، وكُلِّ تَهلِيلةٍ صَدَقةٌ، وأمرٌ بِالمَعرُوفِ صَدَقةٌ، ونَهيٌ عن المُنكرِ صَدَقةٌ، ويُجزِئُ من ذلكَ رَكعَتَانِ منَ الضُّحَى».

وقوله في كتابِ التَّفسيرِ في البُخاريِّ في حَديثِ كَعبٍ: «فلا يُكلِّمُني أحدٌ منهم، ولا يُسَلِّمنِي» كذا رِوايَة القابِسيِّ فيه، وسقَطَت اللَّفظةُ عند الأَصيليِّ [خ¦٤٤١٨]، والمَعروفُ أنَّ السَّلام إنَّما يتعدَّى بحَرفِ جرٍّ، إلَّا أنْ يكون اتباعاً «ليُكلِّمُني»، أو يرجِعَ إلى معنى من فسَّر السَّلام: فإنَّك سَلِم منِّي، فله وَجْه أيضاً.

٢٠٨٣ - (س ل ف) قوله: «من سَلَّف … فليُسلِف في كَيلٍ مَعلومٍ» [خ¦٢٢٣٩] بمعنَى

<<  <  ج: ص:  >  >>