للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أسلِمُوا تسلَمُوا، قالوا: بلَّغتَ يا أبا القاسم، قال: ذلكَ أُرِيدُ، أسلِموا تسْلَموا»

[خ¦٦٩٤٤] كذلك للرُّوَاة «أُرِيدُ» بالرَّاء، وعند المَروَزيِّ: «فقال أَزِيدُ» بالزَّاي وإسقاط «ذلك»، والصَّوابُ الأوَّلُ؛ أي: أُرِيد اعتِرافَكُم أنِّي قد بلَّغت لكم، أو أنِّي قد خرَجتُ عن العُهدةِ بالتَّبليغ وأداءِ ما ألزَمَني الله منه.

الهَمزةُ مع الزَّاي

٤٥ - (أ ز ر) قوله: «إِزْرَةُ المُؤمِن» أكثرُ الشُّيوخ والرُّواةِ يضبِطُونه بضمِّ الهَمزةِ، قالوا: والصَّوابُ كسرها؛ لأنَّ المرادَ بها هنا الهَيئةُ كالقِعدةِ والجِلسة لا المرَّة الواحدة.

قوله: «أنصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا» [خ¦٣٣٩٢] يُهمَز ويُسهَّل؛ أي: بالغًا قويًّا، ومنه قوله تعالى: ﴿اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي﴾ [طه: ٣١] أي: قَوِّني به، والأَزْرُ القُوَّة، وفي البُخارِيِّ عن مجاهدٍ: «اشدُدْ به ظَهرِي» [خ¦٦٠/ ٢٢ - ٥٢٠٨]، وقال بعضُهم: أصلُه مُوَازِرًا من وازَرْتُ، ويقالُ فيه أيضًا: آزتُ؛ أي: عاوَنْت.

قوله: «كان النَّبيُّ إذا دخَلَ العشْرُ شَدَّ مِئزرَه» [خ¦٢٠٢٤] المِئزرُ والإزارُ ما ائتَزر به الرَّجلُ من أسْفَلِه، وفي قوله: «شَدَّ مِئزَرَه» تأوِيلَان:

أحدُهما: الكِنايةُ عن البُعد عن النِّساء، كما قال:

قومٌ إذا حارَبوا شدُّوا مآزرَهم … عن النِّساء ولو باتَتْ بأطْهَار

ويدُلُّ عليه أنه قد رُوِي في كتاب لَيلةِ القَدر عند بعضِ الرُّواةِ: «اعتزَلَ فِراشَه وشَدَّ مِئزَرَه»، قال القابِسيُّ: كذا في كتُب بَعضِ أصحابِنا، قال ابنُ قُتيبةَ: وهذا من لَطيفِ الكِنايَة عن اعتِزال النِّساء.

والثَّاني: أنه كِنايةٌ عن الشِّدَّة في العَملِ والعِبادَة.

وقوله في حَديثِ أنسٍ : «أَزَّرَتْني بنِصفِ خمارِها ورَدَّتْني ببَعضِه» أي: جعَلَت من بَعضِه إزارًا لأسْفَلي، ومن بَعضِه رِداءً لأعلى بَدنِي، وهو مَوضِع الرِّداء.

وقوله: «الكِبْرياءُ رِداؤُه، والعِزُّ إِزارُه»، وهو مِثلُ قَولِه في الحَديثِ الآخَر: «رِداءُ الكِبرِيَاءِ على وَجْهِه» * [خ¦٧٤٤٤]، وهو من مجازِ كَلامِ العَربِ، وبَديعِ استِعارَتها، وهي تُكْنِي بالثَّوب عن الصِّفة اللَّازِمة، وقالوا:

<<  <  ج: ص:  >  >>