«وكان غَمَسَ يمينَ حِلْفٍ»[خ¦٢٢٦٣] و «غَمَسَ حِلْفاً في آل العاصِ»[خ¦٣٩٠٥] أي: حالَفهم، ومعنى غَمَسَ هنا على طريقِ الاستعارةِ، وذلك أنَّ عادتَهم أن يُحضِرُوا عندَ التَّحالُفِ جفنةً مملوءةً طيباً أو دماً أو رماداً، فيُدخِلون فيها أيديهم؛ ليُتِمُّوا عقدَ تحالُفِهم بذلك، وبذلك سُمِّي بعضُهم المُطيَّبين، وبعضُهم: لَعَقةَ الدَّم، وجاءَ هذا الحرفُ في كتابِ عُبدوسٍ بعينٍ مهملةٍ، ولا وجهَ له.
وقوله:«واليَمِينُ الغَمُوس»[خ¦٦٦٥٧] بفتحِ الغينِ قيل: هي التي يُقطَع بها الحقُّ، وقال الخليلُ: التي لا استثناءَ فيها، قيل: سُمِّيت بذلك لغَمسِها صاحبَها في المأثم، وقيل: في النَّارِ.
١٧٥٧ - (غ م ي) قوله: «فلمَّا أُغمِيَ عليه»[خ¦٦٨٧] أي: أُغشِيَ عليه، قال صاحبُ «الأفعالِ» يقال: غُمِي عليه غَمَّاً، وأغمِيَ عليه؛ إذا غُشِيَ عليه، قال غيرُه: والرُّباعيُّ أفصحُ.
الغينُ معَ النُّونِ
١٧٥٨ - (غ ن ث ر) قوله: «يا غُنْثر»[خ¦٦٠٢] بضمِّ الغينِ والثَّاءِ المثلَّثةِ، وبعضُهم: بفتحِ الثَّاءِ، وبالوجهَينِ قيَّدنا الحرفَ عن أبي الحسينِ وغيرِه والنُّونُ ساكنةٌ، وذكرَ الخطَّابيُّ فيه عن النَّسفيِّ فتحَ العينِ المهملةِ وتاءً باثنتَينِ فوقَها وفسَّرَه بالذُّبابِ الأزرقِ، والصَّحيحُ الأوَّلُ ومعناه فيهما: يا لئيمُ يا دنيء؛ تحقيراً له وتشبيهاً بالذُّبابِ، والغُنثَرُ: ذبابٌ.
وقيل: هو مأخوذٌ من الغثْرِ وهو السُّقوطُ، وقيل: هو بمعنى: يا جاهل، ومنه قولُ عثمان:«هؤلاء رَعاعٌ غثرةٌ» أي: جهلةٌ، والأغثرُ: الجاهلُ، ومثله الغاثرُ، وغَثْر معدولٌ منه، ثمَّ زيدَت فيه النُّون، والله أعلم، قال الهرويُّ: وأحسبُه الثقيلَ الوخيمَ.
١٧٥٩ - (غ ن ج) قوله في تفسيرِ العَرِبةِ: «الغَنِجة»[خ¦٥٩/ ٨ - ٥٠٢٩] هو شكلٌ في الجاريةِ وتَكَسُّرٌ وتَدَلُلٌ.
١٧٦٠ - (غ ن م) قوله: «ربَّ الغُنَيمة»[خ¦٣٠٥٩] صغَّرها كأنَّه أرادَ جماعةَ الغنَم أو قطعةً منها، وكذلك قولُه في حديثِ أمِّ زرعٍ:«وجدَني في … غُنَيمَة»[خ¦٥١٨٩].
وقوله:«والسَّكِينَة في أهلِ الغَنَم»[خ¦٣٣٠١] قيل: أرادَ بذلكَ أهلَ اليمنِ؛ لأنَّ أكثرَهم أهلُ غنمٍ، بخلافِ مُضَرَ وربيعةَ الذين هم أصحابُ إبلٍ.