للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقولُ مالكٍ: «القضَاءُ في الضَّواري والحَرِيسةِ» كذا لكافَّةِ الرُّواةِ، وفي بعضِ النُّسخِ: «الضَّوالِّ والحَريسةِ»، والأوَّلُ الصَّوابُ.

الضَّادُ مع اللَّام

١٥٥٠ - (ض ل ل) قوله: «لا ترجِعوا بَعدِي ضُلَّالاً» [خ¦٤٤٠٦] من الضَّلالِ؛ أي: حائدِينَ عن طريقِ الحقِّ، مِن ضلَّ عن الطَّريقِ يَضِلُّ ويَضَلُّ، والضَّلالُ أيضاً النِّسيانُ.

وقوله: «ضلَّ عَمَلي» [خ¦٣٧٢٨] أي: حادَ عن الطَّريقِ.

وقوله: «أضللتُ بَعيْراً» [خ¦١٦٦٤] و «أَضَلَّ راحِلتَه»؛ أي: ذهبَ عنِّي ولم أجدْه، و «ضَالَّة الإبِل» [خ¦٩١] و «ضَالَّة المؤمنِ حَرَقُ النَّار» هو ما ضلَّ منها ولم يُعرفْ مالكُه -وهو مِنْ: ضلَّ الشَّيءُ إذا ضَاعَ أو ذهبَ عن القَصدِ- نُهيَ عن التقاطِها.

وقوله: «لا يُؤوي الضَّالَّة إلَّا ضالٌّ» من ذلك؛ أي: خاطئٌ ذاهبٌ عن طريقِ الحقِّ.

وقوله: «سَقطَ على بَعيرٍ قد أضلَّه» [خ¦٦٣٠٩] أي: لم يجدهُ بموضعِه، رباعيٌّ، وضلَلِتُ الشَّيءَ بفتحِ اللَّام وكسرِها نسيتُه، والفتحُ أشهرُ، وأضللتُه: ضيَّعتُه.

قال أبو زيدٍ: أضلَلْتُ الدَّابةَ والصَّبيَّ وكلَّ ما ذهبَ عنك بوجهٍ من الوجوهِ، وإذا كان مقيماً فأخطأتَه فهو بمنزلةِ ما لم يَبرَحْ نحوُ الدَّارِ والطَّريقِ، تقول: قد ضَلَلتُه ضَلالةً.

وقال الأصمعيُّ: ضلَلتُ الدَّارَ والطَّريقَ وكلَّ ثابتٍ لا يبرحُ؛ بفتحِ اللَّام، وضَلَّني فلانٌ فلم أقدِر عليه، وأضلَلتُ الدَّراهمَ وكلَّ شيءٍ ليس بثابتٍ.

وقد تقدَّم في حرفِ الهمزةِ والنُّونِ في حرفِ الظَّاءِ قوله: «حتَّى يَظَلَّ الرجلُ إنْ يدري كم صلَّى» [خ¦١٢٣١] والخلافَ فيه.

وفي كتابِ العِتقِ في حديثِ أبي هريرةَ وغلامِه في حديثِ عبيدِ الله بن سعيدٍ: «فضلَّ أحدُهما صاحبَه»، الوجهُ: «فأضَلَّ» [خ¦٢٥٣٢] على ما تقدَّم، أو «ضلَّ أحدُهما من صاحبِه» كما جاءَ في الحديثِ الآخرِ: «فضلَّ كلُّ واحدٍ منهما من صاحبِه» [خ¦٢٥٣٠].

وقوله: «لعلِّيْ أَضِلُّ اللهَ» قيل: لعلَّه يعني: يَخفَى موضعِي عليه؛ أي: عن عذابِه، ويُتَأوَّل فيه ما يُتَأوَّل في اللَّفظِ الآخرِ، وهو قوله: «لئن قَدَرَ اللهُ عليَّ» [خ¦٧٥٠٦] أي: إنَّ هذا رجلٌ آمنَ بالله، وجَهِل صفةً من صفاتِه من القدرةِ والعلمِ.

وقد اختلفَ أئمةُ أهلِ الحقِّ في مثلِ هذا؛ هل يَكْفُرُ به جَاهِلُه أم لا بخلافِ الجَحدِ للصِّفةِ؟ وقد يكونُ أيضاً معناهُ أنَّه على ما جاءَ في كلام

<<  <  ج: ص:  >  >>