حرفُ الهَاء مع سائرِ الحرُوفِ
الهَاء مع الهَمزةِ
٢٢٥٦ - (هـ أ) قوله في الصَّرفِ: «إلَّا هاءَ وهاءَ» [خ¦٢١٣٤] كذا قيَّدناه عن مُتقنِي شيُوخِنا، وكذا يقُولُه أكثرُ أهلِ العَربيةِ، وأكثرُ شيوخِ أهلِ الحديثِ يروُونه: «هَا وهَا» مَقصورَينِ غيرَ مهمُوزينِ، وكثيرٌ من أهلِ العربيةِ يُنكرونَه ويأبون إلَّا المدَّ، وقد حكى بعضُهم القصرَ وأجازَه.
واختُلِف في معنَى الكلِمَة، فقيل: معناها هاك، فأُبدِلَت الكافُ همزةً وأُلقِيتْ حركتُها عليها عند مَن مدَّ، أو «ها» عند من قصرَ؛ أي: خُذْ، كأنَّ كلَّ واحدٍ منهما يقول ذلك لصَاحِبه، وقيل: معناه هاك وهاتِ؛ أي: خُذْ وأعْطِ، قال صاحبُ «العين»: هي كلمةٌ تُستَعملُ عند المُناوَلةِ، ويقال للمُؤنَّث على هذا: هاءِ بالكسرِ، كما تقول: هاكِ، وفيه:
- لغَةٌ ثالِثَة: «هَا» مَقصُور غير مَهمُوز، مثل: خَفْ، وللأُنثَى: هَائِي، كأنَّها صُرِفَت تصريفَ فعلٍ مُعتَلِّ العينِ، مثلُ: خافَ.
- ولغَةٌ رابِعَة: «هَاءِ» بالكَسرِ للذَّكرِ والأُنثَى، إلَّا أنَّك تزيدُ للأُنثَى ياءً، فتقُولُ: هائي، مثلُ: هَاتِ وهَاتِي للمُؤنَّث، كأنَّها صُرِفَت تصريفَ فعلٍ مُعتلِّ اللَّامِ، مثلُ: رَاعِي.
- ولغَةٌ خامِسَة: تقول: هاءك ممدُوداً بعدَه كافٌ، وتكسرُها للمُؤنَّث.
- ولغَةٌ سادِسَة: أن تصرفَها تصريفَ فعل مَحذوفٍ، مثلُ: وهَب، فتقول: هَأْ يا رجل مهمُوز ساكِنٌ، وللمَرأةِ: هائي، وتُثنَّى وتُجمَع.
- ولغةٌ سابِعَة مِثلُها، لكنَّها للذَّكرِ والأُنثَى والواحدِ وغيرِه سَواء، قال السِّيرافيُّ: كأنَّهم جعلُوها صَوتاً، مثلُ: صَهْ.
وقوله تعالى: ﴿هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ﴾ [الحاقة: ١٩] من هذا؛ أي: خذُوا على لغَة المدِّ والفَتحِ.
وفي الاستِئْذانِ قولُ عمرَ لأبي موسَى: «هَا وإلَّا جَعلتُكَ عِظَةً» كذا ضبَطْناه غير ممدُودٍ، وهو عندي مِن هذا؛ أي: هاتِ مَن يشهَدُ لك، كما جاء مَعنَاه مُفسَّراً في غَيرِه، يقال: هاتِ يا رجل، وهاتي يا امرَأة.
قوله: «لا هَا اللهِ إذاً» كذا روَيناه فيها بقَصرِها، و «إذاً» بهَمزةٍ، قال إسماعيلُ القاضي عن المازنيِّ: إنَّ الرِّوايةَ خطَأٌ، وصَوابُه «لا هَا الله ذَا» يَمينِي وقَسمِي، وقال أبو زَيدٍ: ليس في كَلامِهم لا هَا الله إذاً، وإنَّما هو «لا هَا الله ذَا» و «لا هَاءَ الله ذَا»، وذا صِلةٌ في الكَلامِ، قال أبو حاتم: يقال في القَسمِ: لا هَا الله ذَا، والعربُ تقولُ: لا هَاء الله ذَا بالهَمزِ، والقِياسُ تركُ