٢٣٢٧ - (و ت ر) قوله: «إنَّ الله وِتْرٌ يُحِبُّ الوِتْرَ»[خ¦٦٤١٠] الوِترُ: الفَردُ، والله واحدٌ لا ثاني له في ملكِه ولا سُلطانِه، فهو واحدٌ في أنَّه لا شريكَ له، وواحدٌ في أنَّه لا مُشبه له، وواحدٌ في أنَّه لا يقبَل الانقِسامَ.
و «يحِبُّ الوِتْرَ» أي: يثِيبُ على ما حدّ منه، ويريد فعل ما حدَّه من العِباداتِ، ومنه قوله:«أَوتِرُوا»، ويفضَّل كونه على ذلك.
وقيل: ذلك راجعٌ إلى ذِكْر أسمائِه الَّتي ذكر أوَّل الحديثِ: «تِسعةٌ وتسعونَ»، وله فضلُ الوترِ فيها، ليَدُل على الوَحدانِيَّة.
وقيل: ذلك راجعٌ إلى صِفَة من يعبدُ الله بالوَحدانِيَّة والإخلاصِ، ولا يُشرِك به أحداً.
والعربُ تقُولُ في الوَاحدِ: وَترٌ ووِترٌ بالفَتحِ والكَسرِ، وقد قُرِئ بهما جمِيعاً، قال الحربيُّ: أهلُ الحجازِ يقولونه بالفَتحِ في العَددِ، وفي الذَّحْلِ بالكَسرِ، وتميمٌ وقيسٌ وبكرٌ يقولونهما بالكَسرِ، وكذا حُكِي فيهما.
وقوله:«إذا استَجْمرتَ فأَوتِرْ» أي: ليكن عددها وِتراً، وصلاةُ الوِترِ من هذا؛ لكَونِها ركعة عند الحجازيِّين، أو ثلاثاً عند العراقيِّين وبعضِ الحجازيِّين، وبكلِّ حالٍ فعدَدُها فَردٌ.
وقوله:«فكأَنَّما وُتِرَ أَهلَه ومالَه»[خ¦٥٥٢] أي: نقص، يقال: وترتُه؛ أي: نقصته، وقيل: معناه أصابَه ما يصيبُ المَوتُور، وقال مالكٌ: معناه ذُهِب بهم، انتُزِعوا منه، وقيل: أصِيبَ بهم إصابة يطلب فيها وتراً، فيجتَمِع عليه غمَّان: غمُّ المُصيبةِ، وغمُّ الطَّلبِ ومقاسَاته، و «أهلَه» و «مالَه» منصُوبٌ على المَفعولِ الثَّاني، وعلى من فسَّره بذهب يصِحُّ رفعهما على ما لم يُسمَّ فاعِلُه.
وقوله:«فإنَّ الله لن يَتِرَكَ من عملِك شيئاً»[خ¦١٤٥٢] بكسر التَّاء وفتح الرَّاء، مُستَقبل وَتَر؛ أي: لن ينقِصَك، قال الله تعالى: ﴿وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ﴾ [محمَّد: ٣٥]، ويكون بمعنَى: يظلِمَك، يقال: وتَره إذا ظلَمَه.
وقوله:«قلِّدوا الخيلَ ولا تُقَلِّدوهَا الأَوْتارَ» قيل: معناه جمع وتَر من الذَّحْلِ؛ أي: لا تطلُبُوا عليها الأوْتارَ، وهي الذُّحُولُ، كما كانَت تفعَله الجاهليَّة، وقيل: لا تُقلِّدوها أوتار القسيِّ فتَختنِق بها مهما رعت وعلِقت بغُصنٍ، وهو تَأوِيل محمَّد بنِ الحسَن، وقيل: معناه