من الأرضِ؛ من سُفرةٍ ومنديلٍ وشبهِهما، لا الموائدَ المُعدَّة لهما التي تُسمَّى خِواناً مِن خشبٍ وشِبهِه، ولا يُقال للخِوانِ: مائدةً إلَّا إذا كان عليه طعامٌ.
قوله:«إذا اؤتُمِنَ خانَ»[خ¦٣٤] أصلُ الخيانةِ: النَّقصُ؛ أي: يَنقُص ما يُؤْتَمن عليه ولا يُؤدِّيه كما كان عليه، وخيانةُ العبدِ ربَّه ألَّا يؤدِّي حقوقَه وأماناتِ عبادَته التي ائْتَمنَه عليها.
و «ما كان لنبيٍّ أنْ تكونَ له خائنةُ الأعينِ» أي: خِيانةُ أعْيُنٍ، كما قال تعالى: ﴿يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ﴾ [غافر: ١٩]، وفاعِلةٌ: تأتي مَصدراً، كقولهم: عافاه الله عافِيةً.
٦٧٣ - (خ و ص) وقوله: «قَباءُ دِيباجٍ مُخَوَّصٌ بالذَّهب»، و «جاماً من فضَّةٍ مُخَوَّصاً بالذَّهب»[خ¦٢٧٨] أي: منسُوجٌ فيه، وقيل: إن كانَ ثوباً ففيه منه طَرَائقُ مثلُ الخُوصِ، وإن كان جاماً صُنعَت فيه منَ الذَّهبِ صَفائحُ ضيَّقةٌ مثلُ الخُوصِ منَ النَّخلِ، وروَى القابسيُّ في حديثِ الجام:«مُخَوَّضاً» بالضَّاد المُعجمةِ، وهو بعيدٌ.
٦٧٤ - (خ و ض) وقوله: «تَخوضُونَ في مالِ الله»[خ¦٣١١٨] بالضَّاد المُعجمَة؛ أي: تَخلِطُون وتُلبِّسُون في أمرِه؛ قال الله تعالى: ﴿وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا﴾ [الأنعام: ٦٨]، ويكون أيضاً بمعنَى المداخلةِ والتَّلبُّس به والإكثارِ من جمْعِه وكسْبِه، من خُضْتُ الماءَ إذا مشَيتَ فيه ودخَلتَه، ولعلَّ على مثلِ هذا تُخرَّج روايةُ القابسيِّ في الجام «مُخوَّضٌ» بالضَّاد؛ أي: قد خُلِط فيه ومُزِج به، من خُضْتُ الماءَ، وخَوَّضتُ السَّويقَ إذا حرَّكتَه وخَلَطْتَ بعضَه ببعضٍ، ومنه: خاضُوا في كذا؛ أي: كثَّروا فيه الكلامَ وخَلَطوا به الكَذِب.
٦٧٥ - (خ و ف) قوله: «غيرَ الدَّجَّالِ أَخوَفُني عليكم» كذا روايتُنا فيه عن القاضِيَين أبي عليٍّ وأبي عبدِ الله بنونٍ في آخرِه وضمِّ الفاءِ، وكذا قيَّده الجَيَّانيُّ وغيرُه، وقيَّدْناه عن أبي بحرٍ بكَسرِ الفاءِ بغيرِ نونٍ، ومعناهما واحدٌ؛ أي: أخوفُ منِّي، لغةٌ مسموعةٌ، وبالنُّون قيَّدناه في كتابِ ثابتٍ عن أبي الحسين بنِ سراجٍ، وهو اختصارٌ في المُبالغةِ، وقد بيَّناه وكلامَ الشَّيخ أبي مروانَ فيه في شرحِ مسلمٍ.
٦٧٦ - (خ و ى) وقوله: «كان إذا سجدَ خَوَى» أي: جافَى بطنَه عنِ الأرضِ، وخَواءُ الفَرَس، ممدودٌ: ما بينَ يَديه ورِجلَيه، والخَواءُ: المكانُ الخالي.