شِدَّة الصَّوتِ وبُعدُه في الهواء، مأخوذٌ من دَوِيِّ الرَّعدِ.
قوله في حَديثِ الجُونِيَّةِ:«ومعَها دايَتُها حاضِنَةٌ لها»[خ¦٥٢٥٥] هي المُربِّية للطِّفل والقائِمةُ عليه، كما قال:«حاضِنَةٌ لها».
فصلُ الاخْتلافِ والوَهمِ
قوله:«وأيُّ داءٍ أدْوَى منَ البُخل» أي: أقبَحُ، كذا يروِيه المحدِّثُون غيرَ مَهموزٍ، والصَّوابُ:«أدوَأُ»[خ¦٣١٣٧] بالهمز؛ لأنَّه منَ الدَّاءِ، والفعلُ منه داء يدَاء، مِثلُ نام ينَام، فهو داءٍ مثلُ جارٍ، وأمَّا غيرُ المَهمُوز فمن دَوِيَ الرَّجل إذا كان به مرَضٌ باطِنٌ في جَوفِه مثلُ سَمِع، فهو دَوٍ ودوًى، وقال الأصمَعيُّ: أدَاءَ الرَّجلُ يُدِيءُ إذا صار في جَوفِه داءٌ، وبالوَجهَين بالهمز والتَّسهيل قيَّدناه على أبي الحُسَين ﵀.
وقوله في (باب كاتِب النَّبيِّ ﷺ ذكَر:«الدَّوَاة والكَتِف»[خ¦٤٩٩٠] كذا للجميع، وهو الصَّوابُ، وعند الأَصيليِّ:«الدَّواء»، وهو وهمٌ.
وقوله:«بابُ الحِجامَة من الدَّاء»[خ¦٧٦/ ١٣ - ٨٤٨٤]، وعند الأَصيليِّ:«من الدَّواء»، ولكليهما معنىً صحيحٌ في العربيَّة؛ لأنَّها من جملة الأدوية، فتكون «مِنْ» على رِوايَة الأَصيليِّ للتَّبعيض، وتكون الحِجامةُ من أجل الدَّاء، فتكون «من» هنا للبيان.
وقوله في التَّفسير:«﴿ديَّاراً﴾ [نوح: ٢٦] من دُوْر -بضمِّ الدَّال وسكون الواو- ويقال: منَ الدَّوَرَانِ»[خ¦٦٥/ ٧١ - ٧٢٥١] كذا لهم، وعند الأَصيليِّ:«من دَوَر -بفتح الدَّال والواو- وأصلُ ديَّار دَيوَار فَيْعَال من دار يدُور».
في الذَّارِيَات:«الرَّميمُ: نباتُ الأرْضِ إذا يَبِسَ ودِيسَ»[خ¦٦٥/ ٥١ - ٧١٢٧] كذا لكافَّتِهم، وعند أبي ذَرٍّ في بعضِ النُّسخِ:«ودِيسَ: دُرِس»، وهو وهمٌ من الرُّواة عنه، إنَّما فسَّر «دِيسَ» بـ «دُرِس» في حاشِيَة الكتابِ فأُدخِل، والبُخاريُّ لم يَقصِد تَفسِير «دِيسَ» إذ ليس في السُّورة بل به فسَّر ما قبْلَه، فمن لم يفهَمْه كتَب تفسير الكَلِمة خارِجاً، فظُنَّتْ من الكتَابِ.
وفي حَديثِ جابرٍ:«ثمَّ فارَتِ الجَفنَة ودارَتْ» كذا لهم من دوران الماء فيها، وعند السَّمرقنديِّ:«وفارَت» مكرَّرٌ، وله وَجْه في تكثير فوَرانِها.