وقوله:«قد فُرِق لي رأيٌ» بضمِّ الفاءِ على ما لم يُسَمَّ فاعلُه مخفَّفَ الرَّاءِ؛ أي: كُشِفَ وأُظهِر وبُيِّن، قال الله تعالى: ﴿وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ﴾ [الإسراء: ١٠٦] أي أحكمناهُ وفصَّلناه.
وقوله في حديث الجسَّاسَة:«ففرِقنا منها»، ومثلُه:«ففرِقنا أنَّك نَسِيتَ يمينَك» أي: ذَعَرنا وفَزِعَنا؛ بكسرِ الرَّاءِ. ومنه:«فكأنَّما أنظرُ إلى الله فَرَقاً» أي: فَزَعاً وخوفاً، ومِنهُ:«فَفَرِقتُ أن يَفوتَني الغَدَاء» أي: خشيتُ وخِفتُ، والفَرَق -بفتح الرَّاءِ-: الفَزَعُ، وقد ذكرنا الخلافَ في هذا الحديثِ في العينِ.
وقوله:«إنَّما هو الفَرَقُ» هو قدرُ ثلاثةِ أَصْوعٍ، يقال بفتحِ الرَّاءِ وهو الأشهرُ، وسنذكرُه والخلافَ فيه بعدُ.
وذُكِر «الثَّوبُ الفُرقُبيُّ» بضمِّ الفاءِ والقافِ وبعدَ القافِ باءٌ، كذا ضبطناه في «الموطَّأ» وكذا ذكرَه الخطابيُّ، وقال: هي ثيابٌ بيضٌ من كتَّانٍ، منسوبةٌ إلى فُرقُوب فحذفوا الواوَ في النِّسبةِ، وفي بعضِ رواياتِ «المدوَّنة»«القُرقُبيَّة» بقافينِ، وفي «العينِ»: الثِّيابُ القُرقُبيَّة ثيابُ كتَّانٍ بيضٍ؛ بقافَينِ.
وذُكِر «الفَرسَخُ»[خ¦٣١٥١] وهو ثلاثةُ أميالٍ، وأصلُه الشَّيءُ الدَّائمُ الكثيرُ، وذُكِر «الفِرسِك» بكسرِ الفاءِ والسِّينِ وهو الخَوخُ، وقيل: نوعٌ منه أملسُ.
وقوله:«ولو فِرسِن شاة»[خ¦٢٥٦٦] بكسرِهما أيضاً هو كالقدَم من الإنسانِ، قال غيرُ واحدٍ: وهو ما دونَ الرُّسغِ وفوقَ الحافرِ.
١٨٣٢ - (ف ر ش) قوله: «تهافَت الفَراشُ على النَّارِ» * [خ¦٣٤٢٦] بفتحِ الفاءِ؛ هو ما يتطايرُ من الذُّبابِ والبَعوضِ يطيرُ باللَّيلِ ويتساقطُ في النَّارِ، الواحدُ والجميعُ سواءٌ؛ قاله ابنُ دريدٍ، وقال غيرُه: يقال للخفيفِ من الرِّجالِ وغيرِه فراشةٌ.
وقوله:«والمنقَّلة التي طارَ فَراشُها من العَظم» بفتحِ الفاءِ؛ هي العظمُ الرَّقيقُ الذي على الدِّماغِ، وأصلُه من العظام الرِّقاقِ التي تتداخلُ، قال ابنُ دريدٍ: في مقدَّمِه نحو الجبهةِ والجبينِ، وقال صاحبُ «العينِ»: هي الطَّرائقُ الرِّقاقُ من القِحْفِ، وقال أبو عبيدٍ: الفَراشُ ما يتطايرُ من عظام الرَّأسِ.
وقوله:«الولد للفراش»[خ¦٢٠٥٣] أي: لمالكِ الفراشِ من زوجٍ أو سيِّدٍ،