اللَّبنَ فقالَ: أَصَبْتَ أصابَ الله بكَ» أي: قصدتَ طريقَ الهدى ووجدتَه، وفعلْتَ الصَّوابَ، أو «أصبتَ الفِطْرةَ» [خ¦٣٤٣٧] كما جاءَ في الحديثِ الآخرِ.
وقوله في الرِّوايةِ الأخرى: «أصبْتَها» أي: الفِطرةَ أو الملَّةَ، قال ثعلبٌ: والإصابةُ: الموافقةُ، وأصلُ ذلك من قولِهم: أصابَ السَّهمُ؛ إذا قصدَ الرَّميَّةَ.
وقوله: «أصابَ الله بك» أي: سلكَ بك طريقَ الهدى والصَّوابِ وثبَّتكَ عليه، وقد يكونُ: أصابَ الله بك أي: أرادَ بك، قيلَ ذلك في تفسيرِ قوله ﵎: ﴿رُخَاء حَيْثُ أَصَابَ﴾ [ص: ٣٦] أي: أرادَ، ومنه قولُ ابن عبَّاسٍ في كتابِ التَّفسيرِ: «فإنَّ الله لم يُرِدْ شَيئاً إلَّا أصابَ الذي أرادَ» [خ¦٦٥/ ٤١ - ٧٠٥٨] وقد يحتملُ أصابَ هنا من: الصَّوابِ، ويقال: صابَ الله الذي أصابَ؛ أي: أرادَ ما أرادَ، فيكونُ معناه: أصبْتَ الذي أرادَ الله، أو أصبْتَ إرادةَ الله بك ما أرادَ من خيرِه.
وقوله: «مَنْ طلبَ الشَّهادةَ صادقاً أُعطيَها، وإنْ لم تُصِبْه» أي: لم تُقدَّرْ له وتناله؛ أي أُعطيَ أجرَها.
وقوله: «أُصِيبَ أَبِي يومَ أُحُدٍ» أي: قُتِلَ. ومثلُه: «وما من غازيةٍ … تُخفِقُ وتُصابُ» أي: تُقتَلُ وتَهلِكُ.
١٥٢٣ - (ص و ت) قوله: «فيُنادى بصوتٍ» [خ¦٤٧٤١] الصَّوتُ معلومٌ، ولا يجوزُ على كلامِ الله تعالى صفتُه بذلك، ومعناه: يجعلُ ملَكاً من ملائكتِه يناديهم بصوتِه أو صوتٍ يحدِثُه الله تعالى، فيسمَعُ النَّاسُ، وفيه في روايةِ أبي ذرٍّ: «فيُنادى» على ما لم يُسَمَّ فاعلُه. وكذلك قولُه في الحديثِ الآخرِ: «فإذا فُزِّعَ عن قُلوبِهم وسكَنَ الصَّوتُ عَرفوا أنَّه الحقُّ» [خ¦٩٧/ ٣٢ - ١١٠٣٤] أي سكَنَ صوتُ الملائكةِ بالتَّسبيحِ لقولِه أوَّلَ الحديثِ: «فيسبِّحُ أهلُ السَّماواتِ».
قوله في العبَّاسِ: «وكان رَجُلاً صَيِّتاً» أي: جَهيرَ الصَّوتِ.
١٥٢٤ - (ص و ر) قوله في التَّفسيرِ: «الصُّوَرُ جمعُ صورةٍ، كقولكَ: صُورةٌ وصُوَرٌ» كذا لأبي أحمدَ؛ أي: جُمِعَ على صُوَرٍ وصُوْرٍ بسكونِ الواوِ وفتحِها، وهو خيرٌ من روايةِ غيرِه: «كقولك: سُورةٌ وسُوَرٌ» [خ¦٦٥/ ٦ - ٦٦٨٧] بالسِّينِ؛ إذ ليسَ مقصودَ البابِ ذلك، وهذا أحدُ تفاسيرِ الآيةِ.
وقوله: «أمَا عَلِمتَ أنَّ الصُّورةَ محرَّمةٌ» يعني الوجهَ. وقوله: «نهى أن تُعلَمَ الصُّورةُ» [خ¦٥٥٤١] أي: توسَمَ في الوجهِ.
وقوله: «فأتاهمُ الله في صُورة» [خ¦٧٤٣٧]، وقولُ البُخاريِّ: «الوَسْمُ والعَلَمُ في الصُّورةِ» [خ¦٧٢/ ٣٥ - ٨٢٤٥]، قال الدَّاوديُّ: معناه في الوجهِ.
١٥٢٥ - (ص و ل) قوله في الجملِ: «يَصولُ» أي: يحملُ على النَّاسِ ويحطِمُهم.