للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مَفعلَة من الشّربِ منها والسَّقي، مثل قولهم: مشرعة من ذلك.

وجاء في كتاب التَّفسيرِ في البُخاريِّ في خَبرِ الزُّبيرِ: «في شَرِيجٍ من الحَرَّةِ» [خ¦٤٥٨٥] وهو تغيِير، والصَّوابُ ما في غير هذا البابِ: «شِرَاجٍ» [خ¦٢٣٦٢]، وقد ذكَرْناه، وإنَّما الشَّريجُ المِثْلُ إلَّا أن يكون سُمِعَ فيكون جمع شَرْج، كما قالوا: كليب جمع كَلْب.

وفي المُزارَعة: «عَامَل أهلَ خَيبر بشرطِ ما يَخرجُ مِنهَا» كذا عند الجُرجانيِّ في هذا البابِ، وهو خطَأ، وصَوابه لما لغَيرِه وما جاء في سائر الأبواب والأحاديث «بِشَطرِ» أي: نصف.

في باب «شرب الماءِ باللَّبنِ» [خ¦٧٤/ ١٤ - ٨٣٤٨] بالرَّاء، كذا للقابِسيِّ، وعند الأَصيليِّ: «شوب» بالواو؛ أي: خَلطِه، وكِلاهُما يرجِعُ إلى معنًى واحدٍ صحيحٍ إن شاء الله.

وفي (باب استِعْمال فضلِ وضُوءِ النَّاس): «ثمَّ تَوضَّأ فَشرِبتُ من وَضُوئِهِ» [خ¦١٩٠]، وعند الأَصيليِّ: «فَشَربَ» وهو وَهمٌ، والأوَّل الصَّواب.

وفي حَديثِ العُرنيِّين في (باب من لم يسقِ المُحاربِين): «فأَتَوهَا-يعني الإبل- فَشَرِبُوا من أَبوالِها وأَلبَانِها حتَّى صَحُّوا» [خ¦١٣٣] كذا لهم، وعند الجُرجانيِّ: «يَشرَبُوا» على المُستَقبل، والوَجهُ الأوَّل.

الشِّين مع الطَّاء

٢١٨٩ - (ش ط ب) قوله: «مَضجِعُهُ كَمَسَلِّ شَطبَةٍ» [خ¦٥١٨٩] قال أبو عُبيدٍ وغيرُه: هو ما شُطِب من جريدِ النَّخلِ، وهو سَعَفه، تريد أنَّه ضرب اللَّحم دقيق الخصر، شبَّهته بالشَّطبةِ، وهو ما شقق من جريدِ النَّخلِ، وعُمِلت منه قُضبَان رِقاق، تُنسَج منه الحصر، وقال ابنُ الأعرابي: أراد سيفاً سل من غمده شبهه به، والمُشطَّب من السُّيوف ما فيه طرُق، وسيوف اليمن كذلك، وقال ابنُ حَبيبٍ: الشَّطبة: العُويد المُحدَّد كالمسلَّة.

٢١٩٠ - (ش ط ر) قوله: «شَطرَ وَسْقٍ من شَعيرٍ»، و «شَطرُ شَعيرٍ» [خ¦٣٠٩٧]، و «سَاقَاهُم بِشطرِ مَا يَخرُجُ مِنهَا» * [خ¦٢٣٢٨]، و «أرجُو أن تَكونُوا شَطرَ أهلِ الجنَّة» [خ¦٦٥٣٠]، الشَّطرُ والشَّطير: النِّصفُ، مثل نِصف ونَصِيف، ومثله في الحَديثِ الآخَر: «ولو بِشَطرِ كَلمَةٍ» أي: بنصفها.

ومعنَى: «شَطرُ شَعيرٍ» أي: شطر وسق منه، ومنه سُمِّيت ضرُوع النَّاقة لأنَّ الحالبَ يحلب أوَّلاً الجهة الواحدة، ثمَّ يعود إلى النِّصف الآخر، وأشطَر الدَّهر أمُوره، واستُعِيرت من أشطار النَّاقة، وهي أطرافُ ضرعها، والشَّطرُ أيضاً: النَّاحيةُ، ومنه: ﴿فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ

<<  <  ج: ص:  >  >>