للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الحديثِ: «أوَّلَ ما يُنظرُ فيه من عملِ العبدِ: الصَّلاةُ -إلى قوله- فإن لم تُقبل لم يُنظر في شيءٍ من عَمَلِه» الثَّاني: أنَّه إذا ضيَّعها دلَّ أنَّه لِما يَخفى من عَمَله أضيَع.

وجاءَ هنا في الرُّباعيِّ أفعَلُ في المفاضَلةِ، والنُّحاةُ يأبَونَه في الرُّباعيِّ، والُّلغَة المشهورةُ عندَهم أن يقولَ: أشدُّ ضياعاً، لكن حكى السِّيرَافيُّ عن سِيبويه أنَّه أجازَه، وهذا الحديثُ لا نقلَ أصحُّ منه، ولا حجَّةَ في الُّلغةِ أثبتُ من قولِ عمرَ، وقد جاءَ في شعرِ ذي الرُّمَّة:

بأضيَعَ من عينيكَ للماءِ كلَّما .....................

وقوله: «وإضَاعَة المالِ» [خ¦١٤٧٧] قال مالكٌ: هو إنفاقُه فيما حرَّمَ الله، وقيل: إنفاقُه في الباطلِ والسَّرفِ، وقيل: تَركُ القيام على مالِه وإهمالُه، وقيل: المرادُ بالمالِ ما ملكتِ اليمينُ من الحيوانِ كلِّه لا يضيَّعون فيَهلكُون، وقيل: هو دَفعُ المالِ لربِّه إذا كانَ سفيهاً ونحوه ممَّن يُضَيِّعُه.

وقوله: «من تركَ … ضَياعاً فعليَّ» [خ¦٢٣٩٩] بفتحِ الضَّادِ: هم العِيالُ، سمُّوا باسم الفعلِ ضاعَ الشَّيءُ ضَياعاً؛ أي: من تركَ عِيالاً عَالةً، وأطفالاً يَضِيعُون بعدَه، وأمَّا بكسرِ الضَّادِ فجمعُ ضائعٍ، والرِّواية عندنا بالفتحِ؛ وهو الوجه، وفي الرِّوايةِ الأخرَى: «من تَرك … ضَيعَةً» أي: عِيالاً ذويِ ضَيعةٍ؛ أي: قد تُرِكوا وضُيِّعوا، مصدرٌ أيضاً، يقال: ضاعَ عِيالُ الرَّجلِ ضَيعةً وضَياعاً، وأَضَعتُهم: تركتُهم، وأضعتُ الشَّيء: تركتُه، وليس كلُّ ترْكٍ ضَياعاً.

وقوله: «بِدَار هَوَانٍ ولا مَضْيَعةٍ» [خ¦٤٤١٨] أي: حالةِ ضياعٍ لك وتركٍ، يقال: هُم بضَيْعةٍ ومَضْيَعةٍ.

وقولُه: «وعافَسْنَا الأزواجَ والأولادَ والضَّيَعاتِ» أي: حاوَلنا ذلك ومارسناهُ واشتغلنا به، والضَّيْعةُ كلُّ ما يكونُ منه معاشُ الرَّجلِ وضَيعَتُه، وقولُ ربيعةَ: «لا ينبغي لمن عِندَه عِلمٌ أن يضيِّعَ نفسَه» [خ¦٣/ ٢١ - ١٤٦] معناه: يُهينُها، قال: لا يأتي بعلمِه أهلَ الدُّنيا ويتواضَعُ لهم، ويحتمل أن يريدَ إهمالها، أوتركَ توقيرِها وتَعظيمِ ما عندَه من علمٍ حتَّى لا يُنتفعَ به فيه.

١٥٧١ - (ض ي ف) قوله: «ضافَ رسُولَ الله ضيفٌ» أي: نزلَ به وطلبَ ضيافتَه، و «تضَيَّف أبو بكرٍ رَهْطاً» [خ¦٦١٤٠] أي: اتَّخذَهم أضيافاً، يقال:

<<  <  ج: ص:  >  >>