للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

اقتُلْه، فلا يُسَلَّطُ عليه» كذا لهم، وعند النَّسفيِّ وبَعضِهم: «ولا أُسَلَّطُ» [خ¦١٨٨٢] وهو وَهْمٌ.

وفي كتابِ الأنبياءِ في قَولِه تعالى: ﴿وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ﴾ [سبأ: ١١]: «ولا ترُقَّ المَسامِير فتَسلَس» كذا عند الأَصيليِّ، تقدَّم في حَرفِ الدَّال «ولا ترقَّ» بالدَّال، وعند الأَصيليِّ بالرَّاء، ومعناه تخرج من الثُّقب برِفْقٍ ولينٍ، أو تتحرَّك لرِقَّتها حتَّى يلين خرُوجها، وعند غَيرِه: «فَيتسَلسَلَ» [خ¦٦٠/ ٣٧ - ٥٢٤٤] بمعناه، السَّلسَال والسَّلسَلة من اللِّينِ، وقد قالوا في تَفسيرِ: «السَّلسَبيلِ» هي: اللَّيِّنةُ السَّهلةُ في الحَلقِ الَّذي تُسلسل فيه، وأصلُ السِّلسلةِ: الاتصالُ، ومنه سُمِّيت السِّلسلَة.

وقوله في «المُوطَّأ» في (باب الدَّين والحول): «وإنَّما فرَّق بين ألَّا يبيعَ الرَّجلُ إلَّا ما عندَه، وأن يُسلِف الرَّجلُ في شيءٍ ليس عنده أصلُه» كذا لعُبيدِ الله: بكَسرِ اللَّام، وفي بَعضِ نُسخِ ابنِ بُكيرٍ: «يتسلَّف» بفَتحِها، وفي روايةِ المُهلَّب: «يتسلَّف» لعُبيدِ الله، ولبَعضِ رُواةِ «المُوطَّأ»، قالوا: والصَّوابُ رِوايَة غير عُبيدِ الله، قال القاضي : بل هي الخطَأ إلَّا من قال بفَتحِ اللَّامِ، أو قال كما عند عُبيدِ الله.

وقوله في حَديثِ الإفْكِ: «وكان عليٌّ مُسَلِّماً في شَأنِها» [خ¦٤١٤٢] يعني عائشَةَ، كذا رواه القابِسيُّ والأَصيليُّ وعُبدُوس، وكذا تقيَّد في أصُولِهم ولأكثَرِ رُوَاة الفِرَبري بكَسرِ اللَّام، من التَّسليمِ وتَركِ الكَلامِ في إنكاره، وفتحَها الحمُّوييُّ وبعضُهم، من السَّلامةِ من الخَوضِ فيه، ورأيتُ مُعلَّقاً عن الأَصيليِّ: إنَّا كذا قرَأْناه، قال: ولا أعرِفُ غيره، ورواه النَّسفيُّ وابنُ السَّكن: «مُسِيئاً» من الإساءة في الحَملِ عليها، وتَركِ التَّحزُّب لها، وكذا رواه ابنُ أبي خَيثمَةَ، وعليه تدُلُّ فصولُ الحَديثِ في غَيرِ مَوضِعٍ، لكنَّه مُنزَّه عن أن يقُولَ مَقال أهل الإفْكِ، كما نصَّ عليه في الحَديثِ، ولكنَّه أشار بفِراقها، وشدَّد على بَرِيرةَ في أمْرِها.

السِّين مع الميمِ

٢٠٨٦ - (س م ت) قوله: «تسمِيتُ العَاطِس» [خ¦٦٢٢٢]، «فسَمِّتُوه»، و «سمَّتَ عاطساً» * [خ¦٦٢٢١] يقال: بالسِّين والشين معاً، وأصلُه: الدُّعاء بالخيرِ، وأصلُه السِّين فيما قاله ثعلبٌ، قال: وأصلُه من السَّمتِ وهو الهديُ والقَصدُ،

وأكثَر رِوايات المُحدِّثين فيه وقولُ النَّاسِ بالشِّين المُعجمة، قال أبو عُبيدٍ: وهي أعْلا اللُّغتَين، وقال بعضُ المُتكلِّفين: إنَّما أصلُه الشِّين من شماتته بالشَّيطانِ ودَفعِه بذِكْرِ الله وحَمدِه.

وقوله: «أقرَب سَمتاً» [خ¦٣٧٦٢] بفتح السِّين، هو حسنُ الهَيئةِ والمَنظرِ في الدِّين والخيرِ، لا

<<  <  ج: ص:  >  >>