له أثرٌ، تقول: نضَخَ ثوبَه بالطِّيبِ، وقال ابنُ قتَيبةَ: هو أكثرُ من النَّضحِ، بالحاءِ المهملةِ، ولا يقالُ منه: نضحْتُ، وقد يكونُ معنى الحديثِ على هذا: يقطُر ويسيلُ منه الطِّيبُ، كما جاءَ في خبرِ محمَّد بن عُروةَ:«وقد لطَّخَ لحيتَه بالغاليةِ، فجعلَ أبوه يقولُ له: قَطَرَت قَطَرَت» وقد ذكرْنا قولَ من قال: إنَّه فيما ثخُنَ كالطِّيبِ، وبالحاءِ فيما رقَّ كالماءِ.
١٣٦٨ - (ن ض ر) قوله: «نضَّر اللهُ امرءاً سمِعَ مقالَتي» يُروى بتخفيفِ الضَّادِ وتشديدِها، وأكثرُ الشُّيوخِ يشدِّدون، وأكثرُ أهلِ الأدبِ يخفِّفون، قال القاضي ابنُ خَلَّادٍ: وهو الصَّحيحُ، قال القاضي ﵀: وكلاهما صحيحٌ، وبالتَّخفيفِ قاله أبو عُبيدٍ وغيرُه، وحكى الأصمعيُّ التَّشديدَ، وبه روى الحديثَ.
وقال النَّضرُ بن شُمَيلٍ: يقالان جميعاً نضَّر الله وجهَه، ونضَرَه وأنضَرَه أيضاً، ومعناه: نعَّمَه وحسَّنَه، وقيل: أوصلَه نَضْرةَ النَّعيمِ، وقيل: حسَّنَ وجهَه في النَّاسِ وحسَّنَ حالَه، ووجْهٌ ناضِرٌ ونَضيرٌ و منضورٌ، والاسمُ النَّضرةُ والنَّضارةُ والنُّضورُ.
وقوله:«كان لرسولِ الله ﷺ قَدَحٌ من نُضارٍ» * [خ¦٥٦٣٨] أي: من خشبٍ جيِّدٍ، والنُّضارُ: الخالصُ من كلِّ شيءٍ، والنُّضارُ: النَّبعُ، ويقال: قَدْحٌ نُضارٌ على الصِّفةِ، وقَدْحُ نُضارٍ على الإضافةِ، والنُّضارُ: الأَثْلُ.
ويقال للذَّهبِ أيضاً: نُضارٌ ونَضيرٌ ونَضِرٌ.
وقوله في الجنَّة:«وما فيها من النَّضْرةِ»[خ¦٨٠٦] بفتحِ النُّون؛ أي: النَّعيمِ والبَهجةِ والحُسْنِ.
وقوله:«عنكُنَّ كنتُ أناضِلُ» أي: أدافعُ وأجادلُ، وأصلُه من المناضَلةِ بالسِّهامِ.
١٣٧٠ - (ن ض ي) قوله: «ويُنظَرُ إلى نَضِيِّه»[خ¦٣٦١٠] بفتحِ النُّون وكسْرِ الضَّادِ وتشديدِ الياءِ بعدَها، هو القِدْحُ، وهو عودُ السَّهمِ قبلَ أن يُعمَلَ، قال الأصمعيُّ: أوَّلُ ما يكونُ القِدْحُ قبلَ أن يُعمَلَ نضيٌّ، فإذا نُحِتَ فهو مخشوبٌ وخَشيبٌ، قال أبو عمرٍو: النَّضيُّ: نصْلُ السَّهمِ.
[فصل في الاختلاف والوهم]
قوله:«اِعْلِفْه نُضَّاحَك؛ يعني رقيقَك» بضمِّ النُّون وتشديدِ الضَّادِ، كذا رواه