١٧٢ - (ب ك ر) قوله: «أغُدَّةٌ كغُدَّة البَكْرِ»[خ¦٤٠٩١] هو الفَتِيُّ من الإبلِ، وقوله:«كأنَّها بَكْرةٌ» بسكون الكاف، هي الفتيَّة من الإبل، تُشبَّه بها الجارِيةُ الكامِلةُ الخَلْقِ، والبَكرَة بفتح الكاف وسكُونها بَكرةُ الدَّلوِ، وجاء ذِكرُها أيضاً في الحَديثِ، وكذلك:«ينجَع بَكَراتٍ له» جمع بَكرَة من الإبل، ويأتي تَفسِيرُ «ينجَع».
١٧٣ - (ب ك م) قوله: «إذا رأيتَ العُراةَ الحُفاةَ الصُّمَّ البُكْمَ ملوكَ الأرضِ» المرادُ بالبُكمِ الصُّمِّ هنا رعَاع النَّاسِ وجَهلتُهم، قال الله تعالى: ﴿صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ﴾ [البقرة: ١٨] أي: لَمَّا لم ينتَفِعوا بجَوارِحِهم هذه فيما خلَقَها الله له فكأنَّهم عدمُوها، وقال الطَّحاويُّ: صُمٌّ بُكْمٌ عن الخيرِ. وقيل: صُم بُكمٌ لشُغلِهم بلذَّاتِهم، وما تقدَّم أولى؛ لأنَّ الحديثَ لا يدُلُّ أنَّها صِفتهم بعد مُلكِهم، بل صِفتُهم اللَّازِمة لهم.
فصلُ الاخْتلافِ والوَهمِ
قوله:«لقد خشِيتُ أن تَبْكَعَني بها» بفتح التَّاء والكاف، كذا لهم؛ أي: تستَقبِلني بما أكرَه وتَبكِتُني، والبَكْعُ التَّبكِيتُ في الوَجهِ، وفي رواية ابنِ ماهانَ:«تنكتني» بنُونٍ قبل الكاف وتاءٍ بعدَها، وهو وهمٌ، ولعلَّه مُصحَّفٌ مِنْ «تبَكتنِي» بباء بواحدة مفتوحة قبل الكاف؛ أي: تَستَقبِلني بما أكرَه وتُوبِّخني بمعنى تَبكَعَني، ورواه بعضُ رُواة مُسلمٍ:«تَبْعَكَني» بتَقديمِ العين، وكلُّه خطأ إلَّا ما قدَّمناه.
وذكَر البُخاريُّ:(في باب التَّبكيرِ للعِيدِ)[خ¦١٣/ ١٠ - ١٥٣٠] كذا عند الأَصيليِّ والقابِسيِّ، ولبَعضِهم:«التَّكبِير» بتَقديمِ الكاف، والظَّاهرُ أنَّ الرِّواية الأُولى هي الصَّوابُ؛ إذ حَديثُ البَابِ يدُلُّ عليه.
وفي تَفسيرِ ﴿مَا جَعَلَ اللّهُ مِن بَحِيرَةٍ﴾ [المائدة: ١٠٣]: قوله: «والوَصِيلَةُ النَّاقةُ البِكْرُ تُبكِّرُ أوَّلَ نِتاجِ الإبلِ»[خ¦٤٦٢٣] كذا لهم، ولأبي أحمدَ:«تُذْكِر» أي: تأتي بذَكرٍ، وهو تَصحِيفٌ، وصَوابُه ما تقدَّم على ما فسَّره بقَولِه:«ليس بينهما ذَكَرٌ».