أجمَع أمرَه: جعَله جميعاً بعد أن كان متفرِّقاً، ومثلُه في المسافر:«إذا أجمَع مُكثاً»، و «ما لم يُجمِع مُكثاً»، وفي الصَّائم:«إذا أجمَع الصِّيام قبلَ الفجْر» كلُّه بمعنَى نواه وعزَم عليه.
وقوله ﷺ:«سَبْعاً جَمِيعاً، وثَمانياً جَمِيعاً»[خ¦٥٦٢] يعني المغرِبَ مع العِشاء، والظُّهرَ مع العَصر؛ أي: جمَع بين كلِّ صلاتين منهما.
وقوله:«مُستَجمِعاً ضَاحكاً»[خ¦٦٠٩٢]، و «وجهُه ضَحِكاً» معناه: مُقبِلاً على الضَّحِك.
فصلُ الاخْتلافِ والوَهمِ
قوله:«يُبرِّد الماءَ في أَشجَابٍ له على جُمّارةٍ من جَرِيدٍ» كذا للسَّمرقنديِّ بجيمٍ مضمومةٍ وميمٍ مشدَّدةٍ، ولسائر الرُّواة:«على حِمَارَةٍ» بحاءٍ مهملةٍ مكسورةٍ، وهو الصَّواب، والأوَّلُ خطأٌ ووَهمٌ، وكان في كتاب ابنِ عيسى:«على حمارٍ» مذكَّرٌ بغيرِ تاء، والحِمارةُ: هي الأعوادُ التي تُعَلَّق منها القِربُ وأواني الماء، قاله ابنُ دريد.
وقوله في حديثِ رجمِ اليهوديَّين في كتابِ مسلم:«نُسَوِّد وجوهَهُما ونُجمِّلُهما» بضمِّ النُّون وبجيم، كذا روايةُ السِّجزيِّ، قالوا في معناه: نُطِيفُهما على ظهورِ الجِمال، ورواه الطَّبريُّ:«نَحْمِلُهما» بفتحِ النُّون وحاءٍ مهملةٍ، وهو بمعنًى ما تقدَّم، وللباقين:«ونُحَمِّمُهما» وهو بمعنى نسوِّد وجوهَهما، وكذا في البخاريِّ [خ¦٤٥٥٦].
وقوله:«هذا الجِمَال لا جِمالُ خَبيرَ»[خ¦٣٩٠٦] كذا في روايةِ المستملي بالجيم مكسورةٌ، ولكافَّتهم بالحاءِ، ذكَرناه في بابها.
وقوله في تفسيرِ حم السَّجدة:«وخلقَ الجبالَ والجِمالَ والأكوامَ وما بينَهما في يومينِ»[خ¦٦٥/ ٤١ - ٧٠٥٨] كذا لهم بكسرِ جيم «الجِمال»، وعند الأَصيليِّ بفتحِها، وكلاهما ليس هذا موضعَه، وأرَى فيه تغيِيراً، ووجدتُه مُحَوَّقاً عليه في رواية النَّسفيِّ، ولعلَّه: الجِبَال تكرَّر مرَّتين في الأصل، أو يكون الثَّاني الشَّجر أو البُحور فغُيِّر، فقد جاء ذلك في أحاديثَ معروفةٍ، وذكر مسلمٌ:«الجبالَ يومَ الأحدِ … والشجرَ يوم الاثنينِ» والذي جاء في الأحاديث كلِّها: «أنَّه خلَق الدَّوابَّ يومَ الخميسِ».
وقوله في بَدء الوحي:«جمْعُه له صدرُك» كذا عند الأَصيليِّ بسكونِ الميم وضمِّ العين، وعند أبي ذرٍّ:«جَمْعُه لك في صدرِك»[خ¦٧٥٢٤]، وعند النَّسفيِّ:«جمَعَه لك -بفتحهما- صدرُك».