وقوله:«سَألتُ أبا وَائلٍ عن المُرجِئَةِ»[خ¦٤٨] هم أضدادٌ لمذهبِ الخَوارجِ والمعتَزِلَةِ، الخوارجُ: تكفِّر بالذُّنوب، والمعتَزِلةُ: تفسِّق، وكلُّهم يوجِبُونَ بها الخلودَ في النَّار، والمُرجِئَةُ تقول: لا تضرُّ الذُّنوبُ مع الإيمَانِ، لكن بينهم خِلافٌ، فَغُلاتُهم تقول: يكفي في ذلك التَّصْديق بالقَلبِ وَحْده ولا يَضرُّ عَدَم غَيرِه، ومنهم من يقول: يَكفِي في ذلك التَّصْدِيق بالقَلبِ والإقْرارُ باللِّسانِ.
٨١١ - (ر ج ب) قوله: «وعُذَيقُها المُرَجَّبُ»[خ¦٦٨٣٠] قيل: هو تَصغِيرُ عَذْق بالفَتحِ وهي النَّخْلَة، وقيل: تَصغِير عِذْقٍ بالكَسرِ وهو العُرْجُون، وتصْغِيرُه له ليس على طَريقِ التَّحْقيرِ بل للتَّعظِيمِ، وقيل: للمَدحِ، كما قيل: فُرَيخُ قُرَيش، وقيل: للتَّقريبِ، كما تقول: بُنيَّ وأُخيَّ، وقوله هذا اسْتِعارَة شبَّه نفسَه بالنَّخلَةِ الكَرِيمة الَّتي يُبنَى حَوْلها بِنَاء من حِجَارَة، وذلك البِناءُ هو التَّرجِيبُ، واسمُه الرُّجْبةُ: بضَمِّ الرَّاء وسُكونِ الجيمِ، والرُّجمةُ بالميم أيضاً، مَخافَة أن تقَع أو تَسقُط لكَثرَةِ حَملِها، وقد يُصنَع ذلك بها بخَشَبٍ ذاتِ شُعَبٍ تُعمَد بها مَخافَة ذلك، وقد يُفعَل ذلك بالعُرجُون إذا كان كَبِيراً وخُشِي عليه انكِسارُه لثِقَلِه، فتُدخَل تحتَه دِعامَة تُمسِكُه، وقيل: ترجِيبُها أن تُجعَل الأعذَاق على الشُّعَب وتشدَّ بالخُوصِ لئلَّا تنفُضها الرِّيحُ، وقيل: يوضع الشَّوك حَولها لئلا يَدْنو منه آكِلٌ، فشبَّه نفسَه بذلك لما عِندَه من قَوْمٍ يمنَعُونه ويحمُونَه، وعَشِيرَة تشُدُّه وترْفُدُه.
وتَقدَّم تفسِيرُ «الرَّواجِب» عند ذكر «البَراجِم» في الباء [ب ر ج].
وقوله «ورَجَبُ مُضرَ»[خ¦٣١٩٧] سُمِّي رجَباً لتعظيم العَربِ له، والتُّرجِيبُ التّعظِيمُ، وقوله:«رجَبُ مُضرَ» لأنَّها كانت لا تغيِّر تحرِيمَه، وكانت رَبِيعةُ تُغيِّره.
٨١٣ - (ر ج ح) قوله: «وزَنَ لي فأرْجَحَ لي»[خ¦٢٠٩٧] أي: زاد وأثقَل في المِيزَان حتَّى مال، وأصلُ التَّرجحِ والرُّجحَان الثِّقلُ والمَيلُ.
قوله:«وأنا على أُرْجُوحَة»[خ¦٣٨٩٤] بضمِّ الهَمزَةِ وبعد الواو حاءٌ مُهمَلة، خشَبَةٌ يضَعُ وسَطَها الصِّبيانُ على تلِّ تُرابٍ أو رَملٍ، ثمَّ يجلِسُ غُلامان على طَرفَيها ويترَجَّحان فيها، فيميل أحدُهما بالآخرِ، وقد جاء في حديثٍ آخَر في قِصَّتِها:«وأنا أُرجَحُ بين عَذْقَين» على ما لم يُسم فاعِلُه، وكأنَّه أيضاً من تَعلِيقِ حَبلٍ بينهما والتَّدافع فيه، وهما معاً من لعبِ صِبْيانِ العَربِ.