وقوله:«حدَّثني عَنْبسةُ … بحَديثٍ يَتَسَارُّ إليه فيه» بتَشديدِ الرَّاء وفَتحِ أوَّله، يتَفاعَل من السُّرورِ؛ أي: يُسرُّ به.
وقوله:«وادٍ يقالُ له السُّرَر» بضمِّ السِّين لأكثَرِهم، وضبَطَه الجَيَّانيُّ: بالضَّمِّ والكَسرِ معاً، وقوله فيه:«سُرَّ تحتها سبعُونَ نبيّاً» قيل: هو من السُّرورِ؛ أي: بُشِّروا بالنُّبوَّة، وقيل: وُلِدوا تحتَها وقُطِعت سُررُهم، والسّرُّ بكَسرِ السِّين وضَمِّها ما تَقطعُه القابِلَة من المَولُود عند الوِلادَةِ من المَشِيمَة فتَبِين، واحدُها: سِر بالكَسرِ، وما بَقِي من أَصلِها في الجَوفِ فهو السُّرَّة، وتَسمِية الوادي بما تقدَّم يعضد هذا التَّأويل.
وقال الكسائيُّ: قُطِع سُرُّه وسُرَرُه بالضَّمِّ فيهما، ولا يقال: قُطِعَت سُرَّتُه.
وقوله:«فما كان يكلِّمه إلَّا كأخي السِّرار» * [خ¦٧٣٠٢] هي النَّجوَى والكَلامُ المُستَتر به، ومنه قِراءَة السِّرِّ في الصَّلاةِ، والتَّسرِّي في النِّكاحِ؛ لأنَّه من التَّسرُّر، وأصلُه من السِّرِّ، وهو الجِماعُ، ويقال له: الاستِسْرارُ أيضاً، ومنه: السِّرية من التَّسري، والسَّرَارِيُّ جمع سُرِّيَّة بتَشديدِ الرَّاء والياء وضمِّ السِّين.
وفي حَديثِ مانعِ الزَّكاة في الإبلِ:«تَأتِي … كأَسرِ مَا كانَت» أي: «أسْمَنَه» كما جاء في الرِّوايةِ الأُخرَى [خ¦١٤٦٠]، قال الفرَّاء: السِّرُّ من كلِّ شيءٍ: الخالصُ، وقال ثعلبٌ: السُّرُّ بالضَّمِّ: السُّرورُ.
٢٠٦٢ - (س ر ع) قوله: «فخرَج سَرَعَان النَّاس»[خ¦١٢٢٩] و «ولَّى سَرَعَان النَّاسِ»[خ¦٢٨٧٤] بفَتحِ السِّين والرَّاء؛ أي: أخفَّاؤُهم، والمُسرِعُون المُستَعجِلُون منهم، كذا لمُتقنِي شيُوخِنا، وهو قول الكسائي، وهو الوَجهُ، وضبَطَه بعضُهم بسُكونِ الرَّاء وله وَجهٌ، وبَعضُهم بالكَسرِ لا غير، وحكاه الخَطابيُّ عن غير الكِسائيِّ، والأول أجوَد، وضبَطَه الأَصيليُّ وعُبدُوس وبعضُهم «سُرْعَان» بضمِّ السِّين