وقوله:«وهُو شَاكٍ»[خ¦٦٨٨] أي: مريض، و «اشْتكَى سَعدٌ شَكوَى»[خ¦١٣٠٤] مَقصُور.
و «نَظَر في الِمرآةِ لشَكوَى أَصَابَتهُ»، ويُروَى:«لشَكوٍ»، يقال: شكوًى مُنوَّن أيضاً، و «تشتكي عينها» الشَّكاة والشَّكوى مَقصُور، والشَّكوُ: المَرضُ، يقال منه: شكَا يشكُو، واشتَكَى شِكايَة، وشَكاوَة وشكوَى وشكوًى، قال أبو عليٍّ: التَّنوينُ رديءٌ جدّاً، وقال ابنُ دُريدٍ: الشَّكوُ مَصدَر شكَوْتُه.
وقوله:«يكثِرنَ الشَّكَاةَ»، و «شَكتْ مَا تَلقَى مِن الرَّحَى»[خ¦٣٧٠٥] هو من التَّشكِّي بالقَولِ، وهو الشَّكوَى أيضاً، يقال: منه أيضاً شكَى واشتَكَى، قال الله تعالى: ﴿وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ﴾ [المجادلة: ١].
ومنه:«شَكونَا إلى رَسولِ الله ﷺ حرَّ الرَّمْضاءِ، فَلم يُشْكِنَا» أي: حرَّها في أقدَامِهم لبُعدِهم عن المَسجِد، ليعذِّرَهم بذلك عن التَّخلُّفِ عن صلاةِ الظُّهر جماعَة، أو يؤخِّرُوها إلى آخر النَّهارِ، فلم يشكهم؛ أي: لم يجِبْهم إلى ذلك، وقيل: لم يحوِجْنا إلى الشَّكوَى بعدُ برَفعِ الحرجِ عنَّا، يقال: أشكَيت فلاناً ألجَأتُه إلى الشِّكايةِ، وأشكَيتُه أيضاً نزَعْت عن إشكائه.
وفي خبرِ ابنِ الزُّبيرِ:«وتلكَ شَكَاةٌ ظَاهِرٌ عنكَ عَارُهَا»[خ¦٥٣٨٨]، قال القَتبيُّ: الشَّكاةُ: الذَّمُ والعيبُ، ونحَى ابنُ دُريدٍ إلى أنَّه من التَّشكِّي، وأولُ البيتِ يدلُّ عليه، و «ظاهر»؛ أي: زائل، وقد ذكَرْناه في بابه، وعند الأَصيليِّ في (باب الحَريرِ في الحربِ): «شَكيَا إلى رَسُولِ الله ﷺ» بالياء.
فصلُ الاخْتلافِ والوَهمِ
في باب … من الشَّكِّ عن عبَّادِ بنِ تَميمٍ عن عمِّه:«أَنَّه شَكا إلى رَسولِ اللهِ ﷺ»[خ¦١٣٧] كذا للأَصيليِّ وأبي ذرٍّ والنَّسفيِّ، وعند القابِسيِّ:«شُكيَ» بضمِّ الشِّين، قال القابِسيُّ: والمَعروفُ «شكا»، يقال منه: شكَا يَشكُو.