وفي الحديثِ:«النَّاضِحُ»[خ¦١٧٨٢]، و «النَّواضِحُ»[خ¦٦١٠٦]، و «ناضِحَينِ لنا» * [خ¦٧٠٥]: النَّاضِحُ: البعيرُ الذي يُستَقى عليه، سمِّي بذلك لنضْحِهِ، وقيل: النَّضْحُ: هو الحوضُ الصَّغيرُ الَّذي يُستَقَى فيه الماءُ، وقيل: ما قَرُبَ البئرُ منها، والنَّاضِحُ: جمعُهُ نواضحُ ونُضَّاح.
وقوله:«ينضِحُ الدَّمُ على جبِينِه» أي: يفورُ، نَضَحَتِ العينُ إذا فارتْ فينضِحُ بمعناه.
وقوله:«ونضَحَ الدَّمَ عن جبينِه» أي: غسَلَهُ عنه، ونزَعَهُ عن وجهِهِ، ويصحُّ أن يكونَ الأوَّلُ بمعناه؛ أي: يغسلِ الدَّم الذي على جبينِهِ.
وقوله في بولِ الصَّبيِّ:«وأتى بماءٍ فنضَحَه»[خ¦٢٢٣]: قيل: رشَّه، والنَّضْحُ: الرَّشُّ، ويدلُّ عليه قوله في الحديثِ الآخر:«فرشَّه»، ومثلُهُ في حديثِ المُحتَلِم:«وإنْ لم ترَهُ نضَحْتَ حولَه»، وقيل: يأتي النَّضْحُ بمعنى: الغَسْلِ والصَّبِّ، وفي هذا الحديثِ:«فصبَّه»[خ¦٢١٩]، وفي روايةٍ أخرى:«فأتْبعَه بولَه، ولم يغسِلْه غَسلاً».
ومنه في الغسل في دمِ الحيضةِ:«تقرُصُه بالماءِ ثمَّ تَنضَحُه»[خ¦٢٢٧] أي: تغسِلُهُ.
وفي حديثِ فضلِ وَضوءِ النَّبيِّ ﷺ:«فمِنْ نائلٍ وناضِحٍ» أي: آخذٍ منه أو راشٍّ بيدِهِ منه على أخيه.
وفي الحديثِ في المذْيِ:«فانضَحْ فرجَكَ»: قيل: رُشَّهُ مخافةَ الوسواسِ، وقيل: اغسلْهُ وهو أظهرُ هنا.
و «النَّضخُ» بالخاءِ المعجمةِ، جاء في بعضها بمعنى: النَّضْحِ، وقيل: هو أكثرُ من النَّضْحِ، وهو قولُ أكثرِ اللُّغويين، وقيل في قوله تعالى: ﴿نضَّاخَتَان﴾ [الرَّحمن: ٦٦]. أي: تفورانِ بكلِّ خيرٍ.
وحكى أبو زيدٍ والهرويُّ: أنَّ الخاءَ هنا أقلُّ من الحاءِ، قال لي أبو الحسَين: وأكثرُ اللُّغَويِّين على خلافِ هذا كما تقدَّم، وقال ابنُ الأعرابيِّ: النَّضحُ بالمهمَلةِ ما تعمَّدتَه بيدِكَ، وبالمعجمةِ ما لم تتعمَّدْه؛ مثلُ أن تطأَ ماءً فينضَخَ عليك، ومثلُه من البولِ على قولِه وشبهِه، وقال ابنُ كَيسانَ: بالمهملةِ لِمَا رقَّ كالماءِ، وبالمعجَمةِ لِمَا ثخُنَ كالطِّيبِ، وقال أبو مروانَ: هو بالمعجَمةِ كاللَّطخِ ممَّا يبقى له أثرٌ.
١٣٦٧ - (ن ض خ) وقوله: «ينضَخُ طِيباً»[خ¦٢٦٧] بالخاءِ المعجمةِ، قال الخليلُ: النَّضْخُ كاللَّطْخِ يبقى