سكَّنْت الياء بعدَها، وإذا سَكَّنتَها فتحْتَ الياءَ بعدَها.
و (زاذَانُ) و (ابنُ زاذَانَ)[خ¦١٧٢١] حيث وقَع بالزَّاي والذَّال المُعجَمة.
و (مَجْزَأَة بن زاهِرٍ)[خ¦٤١٧٣] بالزَّاي أوَّلاً والرَّاء آخراً عن أبيه، ومَجْزَأَة يُهمَز ولا يُهمَز، وسنَذكُره في الميم، ومِثلُه (زاهرٌ عن البَراءِ بنِ عازِب).
فصلُ الاخْتلافِ والوَهمِ
في «الموطَّأ» في حَديثِ المُستَحاضةِ: «أنَّها رأَت زينبَ بنتَ جَحْشٍ الَّتي كانت تحتَ عبدِ الرَّحمن بنِ عَوفٍ وكانت تُستَحاضُ»، هكذا رواه يحيى وجُلُّ أصْحاب مالكٍ عنه، وخالَفه النَّاسُ، وقالوا: ذِكرُ زينبَ وهمٌ، وزينبُ بنتُ جَحشٍ هي أمُّ المُؤمِنين، لم تكُن قَطُّ تحتَ ابنِ عَوفٍ، وإنَّما كانَت تحتَ زيدِ بنِ حارِثَة، ثمَّ تزوَّجها رسولُ الله ﷺ، والَّتي كانَت تحتَ عبدِ الرَّحمن هي أمُّ حَبِيبةَ، وهي المُستَحاضةُ، وهكذا روَى غيرُ واحدٍ في هذا الحديثِ.
وفي رِوايَة ابنِ عُفيرٍ:«أنَّ ابنةَ جَحشٍ» لم يُسمِّها، وكذلك في رِوايَة القاضي إسماعيلَ عن القَعنبيِّ، فسَلِمت هذه الرِّواية منَ الاعتراضِ.
وقال الحربيُّ: صوابُه: أمُّ حبيبٍ بغَيرِ هاءٍ، واسمُها حَبِيبةُ، قال الدَّارقطنيُّ: هو الصَّوابُ، قال أبو عمر بنُ عبد البَرِّ: وهو قولُ الأكثرِ.
قال غيرُ واحدٍ: وبناتُ جَحشٍ ثلاثٌ: أمُّ حَبِيبةَ، وزينبُ، وحَمنةُ، قال أبو عمرَ: وقيل: إنَّهنَّ كلُّهنَّ كُنَّ يُستحَضنَ، ولا يصِحُّ، وقيل: بل أمُّ حَبِيبةَ وَحْدها، وقيل: بل هي وحَمنةُ، وقيل: بل حمنةُ وَحْدها، قال أبو عمرَ: والصَّحيحُ أنَّ حمنةَ وأمَّ حبيبةَ كانتا تسْتحاضانِ.
وحكَى لنا شيخُنا أبو إسحاقَ اللَّواتيُّ عن القاضي ابنِ سَهلٍ: أنَّ القاضيَ يونسَ بنَ مُغيثٍ حكَى أنَّ بناتَ جَحشٍ الثَّلاثُ، اسمُ كلِّ واحدَةٍ مِنهُن زَينبُ، وكلُّهنَ يُستحَضنَ، ولم يَبلُغني ذلك عن غَيرِه، وسألتُ شيخَنا أبا الحسنِ بنَ مُغيثٍ حَفيدَه عمَّا حكَى لنا عن جدِّه فصحَّحه وأثْبَته، وإذا ثبَت هذا اتَّفقت الرِّواياتُ وسلِمَت من الاعتراضِ إن شاء الله.