وقوله في الثُّوم:«ما أُراه يعني إلَّا نِيئَهُ»[خ¦٨٥٤] بكسرِ النُّونِ مهموزٌ؛ أي: غيرَ نَضِيجةٍ، وقد ذكرَ البخاريُّ هذا الحرفَ أيضاً من رواية مَخْلَدِ بن يزيدَ، عن ابنِ جُرَيْجٍ:«إلَّا نَتْنَهُ»[خ¦٨٥٤] والأوَّل أكثرُ وأوجَهُ.
النُّون مع الباء
١٢٩٤ - (ن ب أ) قوله: «ونبيِّكَ الذي أُرسل»[خ¦٢٤٧]: النَّبأُ من النَّبيِّ يُهمز ولا يُهمز، فمَن همَزَهُ جعلَهُ من النَّبأِ وهو الخبرُ؛ فعيلٌ بمعنى فاعلٍ لإنبائِهِ عن أمرِ الله تعالى وشريعتِهِ وما بعثَهُ به، وقيل: بمعنى مفعولٍ، لأنَّ الله أنْبَأَه بوحيِهِ وأسرارِ غيبِهِ، وقيل أيضاً: اشْتُقَّ من النَّبأِ مهموزٌ، وهو ما ارتفعَ من الأرضِ لرفعةِ منازلهِم، وقيل: النَّبأُ بالهمزِ أيضاً: الطَّريقُ، فسمُّوا بذلك؛ لأنَّهم الطُّرق إلى الله، ومَن لم يَهمِزْهُ وهي لغةُ قريشٍ؛ فإمَّا تسهيلاً من الهمزِ، وقيل: من النَّبْوَةِ وهو الارتفاع؛ لرفعَةِ منازلهِم وشرفهِم على الخَلْقِ كما تقدَّم.
١٢٩٥ - (ن ب ب) قوله: «نَبيبٌ كنَبيبِ التَّيسِ» هو صِياحُهُ عند إرادةِ السِّفادِ ونحوِه.
١٢٩٦ - (ن ب ذ) قوله: «نَهَى عن المُنَابَذةِ»[خ¦٥٨٤]، وفي الرِّوايةِ الأخرى:«النِّبَاذ»[خ¦٣٦٨] بكسرِ النُّونِ كلُّه بمعنىً، من بيوعِ الغَرَرِ، وهي المُنَابَذةُ لشيئَينِ؛ يَنبِذُه كلُّ واحدٍ منهما إلى صاحبِهِ، فيجبُ بذلك بيعُهُما دونَ معرفتِهِ قبلُ بِهِ ولا الخبرِ عنه ولا تقليبِهِ، وقيل: هو أنْ يرميَ بحصاةٍ، إذا وقعتْ وجبَ البيعُ، وقيل: فعَلَى ما وقعتْ وجبَ، ومنه:«النَّهيُ عن بيع الحَصَاة».
قوله:«خُذِي نُبْذةً من قُسْطٍ» * [خ¦٣١٣] أي: قطعةً من ذلك؛ لأنَّه يُطرَحُ للبُخُورِ في النَّار، وقيل: النُّبْذَةُ: الشَّيءُ القليلُ، ومنه في شيبِهِ ﵇:«في الصُّدْغَينِ وفي الرَّأس نَبْذٌ» أي: قليلٌ متبدِّدٌ، ومنه: سمِّي النَّبيذُ نَبيذاً لطرْحِ التَّمرِ والزَّبيبِ في الماء.