وقوله:«لا رُقيةَ إلَّا مِن عينٍ أو حُمَةٍ»[خ¦٥٧٠٥] بضمِّ الحاء وفتحِ الميم مُخفَّفةٌ؛ أي: من لَدغَةِ ذي حُمَة، كالعقرب وشِبْهِها، والحُمَةُ: فَوْعَةُ السُّمِّ، وقيل: السُّمُّ نفسُه، وذكروها في بابِ المضاعَف، كان أصلُه من الشِّدَّةِ، من حُمَّ الشَّيءُ وأحَمَّ إذا اشتَدَّ وأهمَّ، أو من الحِمام، و الحُمَّةُ: الموتُ، وعندي أنَّ التَّاءَ أصليَّةٌ، وأنَّه من شِدَّةِ حرِّ السُّمِّ أيضاً، من قولهم: يومٌ حَمِيتٌ؛ أي: شديدُ الحرِّ، قاله صاحبُ «العين»، وهو أشبَه بمعنَى السُّمِّ مع تفسيرِ ابنِ الأنباريِّ وابنِ دُريدٍ له أنَّ الحُمَةَ فوعةُ السُّمِّ، وهي حِدَّتُه وحرارتُه.
٤٩٥ - (ح م ح م) قوله: «ثمَّ قامتْ -يعني الفَرس- تُحَمْحِمُ»[خ¦٣٩١١]، و «فَرَسٌ له حَمْحمَةٌ»[خ¦٣٠٧٣] هو أوَّلُ الصَّهيل وابتِداؤُه، بحاءَين مهملتَين.
٤٩٦ - (ح م د) قوله: «لا أحْمَدُك اليومَ» تقدَّم الكلامُ فيه في حرفِ الجيم والهاء.
قوله:«سُبْحانَكَ اللَّهمَّ وبحَمدكَ»[خ¦٧٩٤] قيل: وبحمدِك ابتِدائي، وقيل: وبحمدِك سبَّحتُك، ومعناه: بموجب حمدِك -وهو هدايتي- لذلك كان تسبِيحي، والحمدُ الرِّضا، حَمَدتُ الشَّيءَ إذا رضِيتَه، والحمدُ لله: الرِّضا بقضائِه وأفعالِه، ومنه:«الحمدُ لله الذي لا يُحمَدُ على المكروهِ غيرُه»، «الحَمدُ لله على كلِّ حالٍ» ويكون بمعنىَ الشُّكر، لكنَّ الحمدَ أعمَّ، فكلُّ شاكرٍ حامدٌ، وليس كلُّ حامدٍ شاكراً.
وقوله:«فاستَحمَدوا بذلك الله» أي: طلَبوا أن يُحْمَدوا بفِعْلهم ذلك.
وقوله:«لواءُ الحَمدِ بيدي» قيل: يريدُ شُهْرتَه به في الآخِرة؛ لأنَّ العربَ تضَع اللِّواء موضِعَ الشُّهرةِ، وهو أصلُ ما وُضِع له؛ لأنَّه ﷺ يبعَثه الله المقامَ المحمودَ، ومقاماً يَحمَدُه فيه الأوَّلون والآخِرون؛ لإجابتِهم لطلبِ الشَّفاعةِ لهم إلى ربِّهم من إراحةِ الموقف، ولأنَّه يَحمَدُ الله تعالى بمحامدَ يُلهِمُه لها كما جاء في الحديث، ولا يَبعُد أن يكون ثَمَّ لواءٌ حقيقةً يُسمَّى بهذا الاسم، وقد سمَّاه الله تعالى مُحمَّداً وأحمدَ، وذلك لمبالغتِه في حمدِ الله وكثرةِ حمدِه، ولهذا جاء اسمُه من أَفْعَل وفعَّل، ولرفعةِ منزلتِه في اكتِسابِ خِصالِ الحمدِ فهو أجلُّ حامدٍ ومحمودٍ. وقوله:«وابعثْه المَقامَ المَحْمودَ» فهو مَقامُه في الشَّفاعةِ يومَ القِيامة، وقيل: قِيامُه.
٤٩٧ - (ح م ر) قوله: «كنَّا إذا احمرَّت الحَدَق»، و «إذا احمرَّ البأْسُ اتَّقَينا برسولِ الله ﷺ» تقدَّم في الحاءِ والدَّال، قيل: هو كِنايةٌ عن شِدَّةِ الحربِ واحمرارِ العُيونِ غضباً فيها، وقيل: من قولهم: موتٌ أحمرُ، وسنةٌ حمراءُ؛ أي: شديدةٌ.