في تَفسيرِ ﴿وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاء﴾ [النِّساء: ١٢٧]: «فأَشرَكتهُ في مَالهِ»[خ¦٤٦٠٠][خ¦٣٠١٨] كذا لهم، يُقال: شَرِكتُه وأشرَكُهُ وأشرَكتُه أشرَكُه.
٢١٨٣ - (ش ر ع) قوله: «فأَورَدهَا حَوضاً فشَرعَتْ فيه»، و «فَانتَهَينَا إلى مَشْرَعَةٍ» بفَتحِ الميمِ، وفيه فقال:«أفلا تُشرِعُ؟» بضمِّ التَّاءِ رباعيٌّ، ثُلاثِي روي بفتحها، وفيه:«فَأَشرَعتُ»، و «أَشرَعَ ناقَتهُ» كلُّه بالشِّينِ المُعجمةِ، جاءَ هنا فعلهُ رباعيّاً في رِوَايةٍ، والمَعرُوفُ: شَرَعت، وهو ثُلاثيٌّ، وهو ورُودُ الماءِ، وكذا جاءَ في الحَديثِ الآخرِ:«فَشَرَعَتْ فيه» إلَّا إذا عدَّاهُ في غَيرِه، كقَولِه:«فأَشرعَ ناقتَه» فهذا رباعيٌّ، وعلى هذا يحملُ ما جاءَ في هذا الحديثِ؛ أي: تسقي ناقتكَ، وقيل: معناه الشُّربُ بالفمِ من الماءِ من غيرِ آلةٍ، والمعنيان جميعاً فيه صحيحان.
والمشرَعةُ والشَّريعةُ حيثُ يتوصلُ من حافَّةِ النَّهرِ إلى مائِه، ويوردُ فيه، والجمعُ: شرائِعُ ومشارعُ، ومنه: شريعةُ الدِّينِ؛ لأنَّها مدخلةٌ إليه، وقيل: هو من البيانِ والظُّهورِ، وهو أيضاً الشرعُ والشِّرعةُ بالكسر، و ﴿شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ﴾ [الشورى: ١٣] أي: بيَّنه وأظهَر، قالوا: ومنه سُمِّيت المشرعة والشَّريعة للماء؛ لأنَّها ظاهرة، ومكانها معلُومٌ.
وعلى هذا يأتي تَفسِير من قال في قَولِه: ﴿شُرَّعاً﴾ [الأعراف: ١٦٣] أي: رافعة رؤُوسُها لأنَّها ظاهِرَة، وقول البُخاريِّ في تَفسيرِها:«﴿شُرَّعاً﴾ شوَارع»[خ¦٦٠/ ٣٦ - ٥٢٤٣] قال ابنُ قُتيبَةَ: أي: شوارع في الماء، جمع شارع، كأنَّه يريد شاربه، وهو قولُ بَعضِهم، خافضة رؤُوسُها للشُّربِ، قال الخليلُ: يقال شرَع شروعاً وشَرْعاً إذا ورَد الماء، قال صاحبُ «الأفعال» شرَعت في الماء شرِبتَ منه بفيك، وأيضاً دخَلْتَ فيه.
وقوله في المِركَن:«فَنشْرعُ فيه جَميعاً»[خ¦٧٣٣٩] أي: يتناوَل ماؤُه للغُسلِ.
وقوله في الوُضوءِ:«حتَّى أَشرَع في العَضُدِ … وحتى أَشْرعَ في السَّاقِ» أي: أحلَّ الغسل فيهما، وأدخل بعضهما في مَغسُوله.
وقوله في الوَلاءِ:«شَرَع سواء» بتَحريكِ الرَّاء مَفتُوحة؛ أي: مثلان كما قال سواء.
٢١٨٤ - (ش ر ف) قوله في حَديثِ عليٍّ وحمزَةَ: «أصَبْت شارفيَّ» * [خ¦٦٨/ ١١ - ٧٨٣٥]، و «عمد إلى