للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الرَّاء مع البَاء

٧٩٦ - (ر ب ب) قوله في الدُّعاء عند آخرِ الأكْلِ: «ولا مُستَغنًى عنه ربَّنا» [خ¦٥٤٥٨] بالفَتحِ لأكْثرِ الرُّواة على النِّداءِ، ويكون الضَّميرُ في «عنه» للطَّعامِ، ورواه الأَصيليُّ بالرَّفعِ على القَطعِ وخبر المُبتدَأ، ويكون الضَّميرُ في «عنه» لله تعَالى.

قوله: «أن تَلِد الأَمَةُ ربَّها» [خ¦٥٠] في الرِّوايةِ الأُخْرى: «ربَّتها» [خ¦٤٧٧٧] مَعْناه: سَيِّدها ومالِكَهَا، والرَّبُّ السَّيِّدُ، وهذا كِنايَة عن كَثرَةِ أولادِ السَّراري حتَّى يكونَ الوَلَدُ منها مِثلَ سيِّدِها ومالِكها من آبائِهِم، وقيل: معناه فُشُوُّ العُقُوقِ حتَّى يكون الوَلَد لأُمِّه في الغِلْظَةِ والاسْتِطالَة كسيِّدِها، وقيل: قِلَّةُ التَّحفُّظ والوَرعِ وبَيع أمَّهات الأوْلاد حتَّى يُمكِن أن يشتَرِيَها ابنُها، وهو لا يَعلَم فيَمْلِكُها، وقيل: لأنَّه سبَب عِتْقِها فكان كرَبِّها المُنعِم عليها، وقد قدَّمنا منه في بابِ البَاءِ والعَينِ [ب ع ل] وبَسَطنا ما فيه من الفِقْه في كتاب «الإكمال»، وأصلُ الربِّ: المالكُ، وربُّ العَالَمِين مالِكُهم، وقيل: القائمُ بأمورِهِم والمصلِحُ لها، ومنه في الحَديثِ: «إن ربُّوني -بضمِّ الباء، وفَتحُها هنا خَطأٌ- رَبَّني -بفَتحِها- أَكْفاءٌ كِرامٌ» [خ¦٤٦٦٥].

وقوله: «ولأنْ يَرُبَّني بنُو عمِّي -بضمِّ الرَّاء- أحَبُّ إليَّ من أن يَرُبَّني غَيرُهم» [خ¦٤٦٦٦] معناه: يملِكَني، أو يدبِّر أمْرِي، ويصِيرُون لي أرباباً؛ أي: سادَةً ومُلوكاً.

وفي حَديثِ سَلْمانَ: «تدَاوَله بِضعَةٌ وعِشرُونَ من ربٍّ إلى ربٍّ» [خ¦٣٩٤٦] أي: من مالكٍ إلى مالكٍ، وسيِّدٍ إلى سيِّدٍ، حتَّى سُبِيَ وبِيعَ.

و «الرَّبانِيُّونَ» [خ¦٩٣/ ١٦ - ١٠٦٢٢] العُلماءُ، قيل: سُمُّوا بذلك لقيامِهِم بالكُتُب والعِلْم، وقيل: نُسِبوا إلى العِلْم بالرَّبِّ، وقيل: لأنَّهم أصْحابُ العِلْمِ وأربابُه، وزِيدَت النُّون للمُبالَغة، وقيل: معناه الجماعاتُ، والرَّبَّةُ: الجَماعَة، وقد قيل في النِّسب فيه أيضاً: ربِّيٌّ على الأصل، وجاء في القرآن: ﴿رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ﴾ [آل عمران: ١٤٦] ﴿وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ﴾ [المائدة: ٤٤] بالوَجهَين، والرَّبيبُ ابنُ المَرأةِ من غير الزَّوج، فَعِيل بمعنى مَفعُول، لأنَّ الزَّوجَ يربِّه ويقُومُ بأمْرِه.

وقوله في الحَديثِ الآخَرِ: «هل لَكَ عَلَيه من نِعمَةٍ تَرُبُّها» أي: تقوم عليها وتَسعَى في صَلاحها وتَصِلُها.

وقوله: «كأنَّها رَبابةٌ بَيضَاءُ» * [خ¦٧٠٤٧] بفَتحِ الرَّاء؛ أي: سَحابَة، ومنه ذِكْرُ: الرَّباب جمع رَبابَة بالفَتحِ فيهما؛ وهو السَّحاب الَّذي رَكِبَ بعضُه بعضاً.

وذُكِرَ فيها: «رُبَّ» [خ¦١١٢٦] و «رُبَّما» [خ¦٨٧] وهي كلِمَة إذا جاءَت مُفرَدة كانت مُشدَّدَة، وإذا وُصَلِت بـ: «ما» ليَلِيَها

<<  <  ج: ص:  >  >>