وذكرَ البخاريُّ آخرَ البابِ:«وقال أبو صالحٍ عن اللَّيثِ: كلُّ قَفارٍ» بتقديمِ القافِ، كذا للأَصيليِّ هنا، وعندَ ابنِ السَّكنِ:«فِقار» بتقديمِ الفاءِ مكسورةً، ولغيرِهما:«قَفار» بتقديمِ القافِ مفتوحةً، وكذا لهم بعدُ عن محمَّد بنِ عمرٍو آخرَ البابِ، والصَّوابُ:«فَقار»[خ¦٨٢٨] كما تقدَّم.
وقوله:«على أنَّ لي فَقارَ ظهرِه إلى المدينةِ»[خ¦٢٧١٨] أي: ركوبَه، فكَنَى بها عن الظَّهرِ.
وقوله:«أفقَرناكَ ظهرَه»[خ¦٢٧١٨]، و «على أنَّ لي فقارَ ظهره» أي: أعارَني ظهرَه أركبُه، وسوَّغني ذلك، وهو من فَقارِ الظَّهر، ومنه سُمِّي:(يزيدُ الفقير)[خ¦٤٣٨] المذكور في الحديثِ؛ لأنَّه شكى فَقار ظهرِه لا من فَقْد المالِ، وقد قيل: إنَّما سُمِّي الفقيرُ فقيراً؛ لأنَّه يفقدُ المال كمنِ انقطعَ ظهرُه وكُسِر فَقارُه، فبقيَ لا حِراك له.
١٨٦٧ - (ف ق ع) قوله عن الفُقَّاع: «لا بأسَ به إذا لم يُسْكِرْ»[خ¦٧٤/ ٤ - ٨٣١٢] قال صاحبُ «العين»: هو شرابٌ يُتَّخذ من الشَّعير.
١٨٦٨ - (ف ق هـ) قوله: «اللهُمَّ فقِّهْه في الدِّينِ»[خ¦١٤٣]، و «إذا فقُهوا»[خ¦٣٣٥٣] بضمِّ القافِ، و «من يُرِدِ اللهُ به خيراً يفقِّهْه في الدِّين»[خ¦٣/ ١٠ - ١٢٣] الفِقه: الفهمُ في كلِّ شيءٍ، يقال منه: فَقِه بالكسرِ يفقَه فَقَهاً، بفتحِ القاف، وقالوا: فِقْهاً أيضاً بسكونِها، وأُفْقِهتُه أنا فَهِمتُه.
وأمَّا الفِقهُ في الشَّرعِ فقال صاحبُ «العين» والهرويُّ وغيرُهما فيه: فَقُه بالضَّمِّ، وقال ابنُ دريدٍ فيه بالكسرِ كالأوَّل، قال: وقالوا: فقُه بالضَّمِّ فيه أيضاً.
وقوله في الكلابِ:«إذا كانت تفقَه» أي: تفهمُ التَّعليمَ والأمرَ والزَّجرَ.
فصلُ الاختلافِ والوهم
وقعَ في (بابِ العلمِ قبلَ العملِ): «من يرِدِ الله به خيراً يفهِّمْه في الدِّين» كذا للرُّواةِ، وعندَ الجُرجانيِّ:«يفقِّهْه»[خ¦٧١] كما جاءَ لجميعِهم في غيرِ هذا الموضعِ، وكلاهُما صحيحُ المعنَى، وقد تقدَّم شرحُ ذلك.
قوله في حديثِ القدَرِ:«قِبَلَنا قومٌ … يتفقَّرون العِلْمَ» كذا رواه ابنُ ماهانَ بتقديمِ الفاءِ، ولغيرِه:«يتقفَّرون» بتقديمِ القافِ وهذا اللَّفظُ أشهَر، وهو الذي شرحَ الشَّارحون، ومعناه: الطَّلب، يقال: تقفَّرتُ العلمَ؛ إذا قفوتَه، واقتفرتُ الأثرَ اتَّبعتُه، وقال ابنُ دريدٍ: قفَّرت -بتشديدِ الفاءِ-: جمعتُ.