٢٢٩ - (ت أ د) في الحجِّ قوله في حَديثِ أبي موسى ﵁: «مَن كُنَّا أفتَيناه بفُتيا فَليَتَّئِد» أي: يتَأنَّ ولا يَعجَل.
فصلُ الاخْتلافِ والوَهمِ
قول عمرَ في حَديثِ عليٍّ وعبَّاسٍ ﵃:«تَيْدَكم»[خ¦٣٠٩٤] كذا رَوَيناه بفَتحِ التَّاء والدَّال وياء ساكِنَة بينَهما عن القابِسيِّ كذا قيَّده عُبدُوس، وعن الأَصيليِّ بكسر التَّاء والهَمزِ، وقال: كذا لأبي زَيدٍ، قال أبو زَيدٍ: وهي كَلِمة لهم، وعند بعضِ الرُّواة:«تيدُكم» بضمِّ الدَّال، وعند أبي ذرٍّ:«تَئِدْكم» بفتح التَّاء وكَسرِ الهَمزةِ وسُكون الدَّال، وسقَطَت من رواية الجُرجانيِّ.
قال لنا الأستاذُ أبو القاسمِ النَّحويُّ: صوابه «تَيْدَكم» كما روَى الأوَّل اسم الفِعْل من اتأَد، وحكاه عن أبي عليٍّ الفارِسيِّ، قال أبو عليٍّ: وأُراه من التُّؤدَةِ، وقد حكَى سِيبُويه عن بَعضِ العَربِ: بَيس فلان بفَتحِ الباء.
قال القاضي ﵀: فالياء هنا مسهَّلة من هَمزةٍ، والتَّاءُ على هذا مُبدلَة من واوٍ؛ لأنَّه من التَّؤْدةِ، قال صاحبُ «العين»: التَّؤْدةُ التَّأنِّي والرّزانةُ، يقال: اتئد وتوأد التَّاء مُبدلة من الواو، والتَّوْأد من التُّؤدَةِ، وقد جاء في هذا الحَديثِ في رِوايَة مُسلمٍ:«اتَّئِدَا»؛ لأنَّه خاطَب اثنين، واتَّئَد لمخاطَبةِ واحدٍ كأنَّه الَّذي كلَّمه آخِراً، وقد رُوِي في البُخاريِّ:«اتَّئِدُوا»[خ¦٤٠٣٣] لمُخاطَبةِ الجَماعةِ الحاضِرِين.
وفي حَديثِ أسماءَ:«أنَّها حملت بعَبدِ الله بمكَّة، قالت: فخَرجتُ وأنا مُتْئِمٌ فأتَيتُ المَدينةَ فوَلدَته بِقُباء» كذا وجَدتُه بخَطِّي في كتابي من مُسلمٍ مُقيَّداً من رِوايَتي عن أبي بَحرٍ بسُكون التَّاء بعدَها همزَة، وفي كتَاب غَيرِه من شيُوخِنا «مُتِمٌّ»[خ¦٥٤٦٩] بكَسرِ التَّاء من التَّمامِ، وكذا قيَّده القاضي التَّميميُّ، وهذا هو الَّذي في البُخاريِّ، وهو الصَّوابُ، والأوَّلُ وهمٌ لا شكَّ فيه منِّي أو من غَيرِي، ولا معنَى له؛ لأنَّ المُتئِم هي الَّتي ولَدَت توأَمَين اثنَين في بَطنٍ واحدٍ، ولم تكن (أسماءُ) كذلك ولا ولدَت بعدُ، وأيضاً فإنَّما أخبَرت عن حَملِها وتمامِ أجلِه، والمُتِمُّ الَّتي انقضى أجل حملها وتمَّت شهُوره، وعليه يدلُّ بقِيَّة الحديثِ، يقال: أتْأمَت المَرأَة مثل أخْرجَت إذا ولدت اثنين في بَطْنٍ فهي مُتْئِمٌ، فإن كان ذلك عادتها فهي مِتْئَام، والتَّوأمُ الوَاحِد منهما، والأُنثَى تَوأمَة،