وفي الحديثِ الآخرِ:«إن اللهَ لم يبعثني مُعنِّتاً ولا مُتعنِّتاً» أي: أضيِّقَ على النَّاسِ وأدخِلَ عليهم المشقَّةَ، وتكرارُه بين اللَّفظَينِ والله أعلمُ؛ أي: لم يأمرْنِي بذلك، ولا أتكلَّفُه من قِبَلِ نفسِي.
١٦٥٣ - (ع ن ز) ذكر «العَنَزة»[خ¦١٥٢] بفتحِ العينِ والنُّونِ في غيرِ حديثٍ، قال الخليلُ: هي عصاً في طرفِها زجٌّ، قال أبو عبيدٍ: قدرُ نصفِ الرُّمحِ أو أكثرُ شيئاً، فيها سِنانٌ مثلُ سِنانِ الرُّمحِ، قال الحربيُّ عن الأصمعيِّ: العَنَزة: ما دُوِّر نصلُه، والآلةُ: والحربةُ العريضةُ النَّصلِ، وقيل في الحربةِ: إنَّها ليسَت عريضةَ النَّصلِ، وقد ذكرناه.
١٦٥٤ - (ع ن ط) قوله: «كأنَّها بكرةُ عَنَطْنَطة» بفتحِ العينِ والنُّونَينِ، هي الطَّويلةُ العنقِ في اعتدالِ.
١٦٥٥ - (ع ن ن) قوله: «إنَّ الملائكةَ تنزلُ في العَنانِ»[خ¦٣٢١٠] بفتحِ العينِ هو السَّحابُ، فسَّره في الحديثِ.
وذكرَ «العِنِّين» بكسرِ العينِ؛ هو الذي لا يأتِي النِّساءَ رأساً، وقيل: الذي له ذكرٌ لا ينتشرُ كالشِّراك، وقيل: الذي له مثلُ الزِّر؛ وهو الحَصُورُ.
وقوله لسراقةَ:«اخْفِ عنَّا»[خ¦٣٩٠٦] أي: استُرِ الخبرَ عنَّا، وقد تكونُ «عن» هنا بمعنَى: علينا.
١٦٥٦ - (ع ن ف) قوله: «إيَّاك والعُنْفَ»[خ¦٦٠٣٠] بضمِّ العينِ وسكونِ النُّونِ؛ ضدُّ الرِّفقِ، قال أبو مروان بن سراجٍ: ويقالُ بفتحِ العينِ وكسرِها.
وقوله:«ولم يُعَنِّف واحداً منهم»[خ¦٩٤٦] يقال: عنَّفتُه وأعنَفتُه بمعنىً؛ أي: وبَّختُه وأغلظتُ له في القولِ والعتبِ. ومثلُه في خبرِ عَمرو بن العاصِ في تيممِ الجُنُبِ في اللَّيلةِ الباردةِ:«فذُكِرَ ذلك للنَّبيِّ ﷺ فلم يُعنِّف» كذا جاءَ في البُخاريِّ [خ¦٩٤٦]؛ أي: لم يُعنِّفه.
١٦٥٧ - (ع ن ق) قوله: «المؤَذِّنونَ أطولُ الناسِ أَعناقاً» الرِّوايةُ فيه عندَنا بفتحِ الهمزةِ؛ جمعُ عُنُقٍ، قيل: هو على وجهِه وأنَّ النَّاسَ في الكربِ وهُم في الرَّوحِ، وقيلَ: معناهُ انتظارُهم الإذنَ لهم في دخولِ الجنَّة، وامتدادُ آمالِهم وأعينِهم وتطلُّعهم برؤوسِهم وأعناقِهم لذلك، وقيل: معناهُ الإشارةُ إلى القربِ من كرامةِ الله تعالى ومنزلتِه، وقيل: معناهُ أكثرُ النَّاسِ أعمالاً، يقالُ: لفلانٍ عُنُقٌ من الخيرِ، وقيل: معناه أنَّهم يكونونَ رؤساءَ يومئذٍ، والسَّادةُ توصفُ بطولِ الأعناقِ، وحكَى الخطابيُّ والهرويُّ أنَّ بعضَهم رواهُ بكسرِ الهمزةِ، والإِعناقُ: الإسراعُ؛ يريدُ إلى الجنَّةِ.