للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أسْرِع، جُعِلا كلمةً واحدةً، وقيل: «هَلا» اسْكُن، و «حيَّ» أسرِْع؛ أي: أسْرِع عند ذِكرِه واسْكُن حتَّى يَنقضِي، يُقال: حيَّ على، وحيَّ هَلَا: على وزنِها مقصورٌ غيرُ منوَّنٍ، وبهذا جاءَت الرِّوايةُ في ذِكْرِ عُمرَ، وحيَّ هَلاً، منوَّنٌ، وعلى المصدر: هَلَنْ إلى كذا -بالنُّون- وعلى كذا، وحيَّ هلَ، بنَصبِ اللَّام مُخفَّفة، قيل: تَشبيهاً بخمسةَ عشرَ، وحيَّ هلْ، بالسُّكون؛ لكثرةِ الحرَكات والوقْفِ، وتشبِيهاً بصَهْ ومَهْ وبَخْ، وحيَّ هْلَ، بسُكونِ الهاء وفتحِ اللَّام؛ لكثرةِ الحركات أيضاً، وحَيْ هَلْ بسكونِهما جميعاً، مثلُ: بَخْ بَخْ، وتشبِيهاً بها، وحيَّ: هَلَك.

وأمَّا قولُه في رواية كافَّة الرُّواة عن الفِربريِّ في آخِر كتاب الأشربة: «حيَّ على أَهلِ الوُضوءِ» [خ¦٥٦٣٩]، وسقَط: «أهل» عند النَّسفيِّ، قال بعضُهم: سُقوطُه الوجهُ كما جاء في الأبواب الأخَر: «حيَّ على الطَّهورِ» [خ¦٣٥٧٩]، أو لعلَّه «حيَّ هلْ» فاختَلط اللَّفظُ بـ: «حيَّ على».

قال القاضي : وعندي أنَّ له وجهاً بيِّناً أن يكون قولُه ذلك لمن دَعاه لينادِي أهلَ الوضوء؛ أي: هلُمَّ وأقبِل على أهلِ الوُضوء فادْعُهم، كما قال في الحديث الآخر لجابر: «نادِ من كانت له حاجةٌ بنا»، وقد يكون له أيضاً وجهٌ آخَر، وهو أن يكون «أهل الوضوء» منصوباً بالنِّداء، كأنَّه قال: حيَّ على الوُضوء يا أهلَ الوضوء.

وفي غزوةِ الخَندق: «إنَّ جابراً صنعَ لكم سُوراً فحَيَّ هلاً بكم» [خ¦٣٠٧] على ما تقدَّم عند الأَصيليِّ وأبي ذرٍّ، وعند النَّسفيِّ وأبي الهيثمِ وعُبدوسٍ: «فحيَّ أهلاً بكم» والوجهُ الأوَّلُ، لكن يُخرَّج هنا «أهلاً» على معنَى قولِهم: مرحباً وأهلاً؛ أي: صادَفْتم ذلك ووجَدتُموه.

وقوله: «سَيِّدُ الحيِّ» [خ¦٥٠٠٧]، و «حَيٌّ من أَحياءِ العربِ» [خ¦٢٢٧٦]، و «سمِعتُ الحيَّ يتحدَّثونَ» [خ¦٣٦٤٢]، و «ثارَ الحيَّان» هو منازِلُ قبائِلها، وتُسمَّى القبيلةُ به.

وقوله: «أمَّا أحدُهما فاستَحيا فاستَحيا الله منه» [خ¦٦٦] أي: أثابَه عليه، فسمَّى جزاءَه به.

فصلُ الاخْتلافِ والوَهمِ

في حديث أبي لهبٍ: وقد أخبَر عن حالِه: «أنَّه بشرِّ حِيْبَةٍ» [خ¦٥١٠١] بكسرِ الحاء المهملة وسكونِ ياء العِلَّة بعدَها ونصبِ الباء بواحدةٍ، كذا رواه المستملي والحَمُّوييُّ، وهو الصَّوابُ، ومعناه: سوءُ الحال، ويُقال فيه: «الحَوْبة» أيضاً: بفتحِ الحاء، وجاء في روايةِ الكافَّة: «بخَيبَة» بخاءٍ معجمةٍ مفتوحةٍ، وهو تصحيفٌ.

<<  <  ج: ص:  >  >>