وأمَّا قولُه في رواية كافَّة الرُّواة عن الفِربريِّ في آخِر كتاب الأشربة:«حيَّ على أَهلِ الوُضوءِ»[خ¦٥٦٣٩]، وسقَط:«أهل» عند النَّسفيِّ، قال بعضُهم: سُقوطُه الوجهُ كما جاء في الأبواب الأخَر: «حيَّ على الطَّهورِ»[خ¦٣٥٧٩]، أو لعلَّه «حيَّ هلْ» فاختَلط اللَّفظُ بـ: «حيَّ على».
قال القاضي ﵀: وعندي أنَّ له وجهاً بيِّناً أن يكون قولُه ﵇ ذلك لمن دَعاه لينادِي أهلَ الوضوء؛ أي: هلُمَّ وأقبِل على أهلِ الوُضوء فادْعُهم، كما قال في الحديث الآخر لجابر:«نادِ من كانت له حاجةٌ بنا»، وقد يكون له أيضاً وجهٌ آخَر، وهو أن يكون «أهل الوضوء» منصوباً بالنِّداء، كأنَّه قال: حيَّ على الوُضوء يا أهلَ الوضوء.
وفي غزوةِ الخَندق:«إنَّ جابراً صنعَ لكم سُوراً فحَيَّ هلاً بكم»[خ¦٣٠٧] على ما تقدَّم عند الأَصيليِّ وأبي ذرٍّ، وعند النَّسفيِّ وأبي الهيثمِ وعُبدوسٍ:«فحيَّ أهلاً بكم» والوجهُ الأوَّلُ، لكن يُخرَّج هنا «أهلاً» على معنَى قولِهم: مرحباً وأهلاً؛ أي: صادَفْتم ذلك ووجَدتُموه.
وقوله:«سَيِّدُ الحيِّ»[خ¦٥٠٠٧]، و «حَيٌّ من أَحياءِ العربِ»[خ¦٢٢٧٦]، و «سمِعتُ الحيَّ يتحدَّثونَ»[خ¦٣٦٤٢]، و «ثارَ الحيَّان» هو منازِلُ قبائِلها، وتُسمَّى القبيلةُ به.
وقوله:«أمَّا أحدُهما فاستَحيا فاستَحيا الله منه»[خ¦٦٦] أي: أثابَه عليه، فسمَّى جزاءَه به.
فصلُ الاخْتلافِ والوَهمِ
في حديث أبي لهبٍ: وقد أخبَر عن حالِه: «أنَّه بشرِّ حِيْبَةٍ»[خ¦٥١٠١] بكسرِ الحاء المهملة وسكونِ ياء العِلَّة بعدَها ونصبِ الباء بواحدةٍ، كذا رواه المستملي والحَمُّوييُّ، وهو الصَّوابُ، ومعناه: سوءُ الحال، ويُقال فيه:«الحَوْبة» أيضاً: بفتحِ الحاء، وجاء في روايةِ الكافَّة:«بخَيبَة» بخاءٍ معجمةٍ مفتوحةٍ، وهو تصحيفٌ.