في اسمِ فرسِ المَلَك في حديثِ بدرٍ:«حَيْزُومُ» بفتحِ الحاء وسكونِ الياء بعدها وزايٌ وآخِرُه ميمٌ، كذا لكافَّتهم، وهو المشهورُ المعروفُ، ورواه العُذريُّ:«حَيزُون» بالنُّون.
قوله في الخوارج:«يخرُجون على حينِ فُرْقةٍ»[خ¦٦١٦٣] كذا لجمهورِ الرُّواة بالحاءِ المهملةِ وآخِرُه نونٌ، وضمِّ الفاء، وعند السَّمرقنديِّ والجرجانيِّ:«خَيرِ فِرقة» بفتحِ الخاء المعجمة وآخِرُه راءٌ، وكسرِ الفاء، وكلاهما صحيحٌ في الرِّوايةِ والمعنَى؛ لأنَّهم خرَجوا حينَ افتِراق النَّاس بين عليٍّ ومعاويةَ وحربِ صِفِّين، و «على خيرِ فِرقةٍ من النَّاس» إمَّا أن يُريد الصَّدرَ الأوَّلَ من الصَّحابة الذين خرَجوا في زمانِهم وعليهم، أو يُريد فِرقةَ عليٍّ ﵁؛ لأنَّهم على إمامتِه خرَجوا، وهو الذي قاتَلهم، ويُرجِّح هذه الرِّوايةَ قولُه في الحديث الآخَر:«تقتُلُهم أَدنى الطَّائِفَتينِ إلى الحقِّ».
قوله:«فحانَتْ منِّي لَفْتةٌ» أي: وقَعت منِّي نظْرَةٌ والْتِفاتةٌ، واتَّفق حينُها، والحينُ الوقتُ كما تقدَّم، وكان عند القاضي الشَّهيد للعُذريِّ:«حالَت» باللَّام، وهما بمعنَى الحينِ، و الحالُ: الوقتُ؛ أي: اتَّفقَت وكانت.
ذكر البخاريُّ في كتاب الهِبَات في خبَر أمِّ أيمَن الاختلافَ في قوله:«وأَعطَى أمَّ أَيمنَ مكانَهنَّ من حائطِه»[خ¦٢٦٣٠]، وفي الرِّواية الأخرى:«من خَالِصِه»[خ¦٢٦٣٠] وهو الصَّواب إن شاء الله تعالى؛ أي: ممَّا صار له خالِصاً ممَّا أفاءَ الله عليه.
وتقدَّم في حرفِ الجيم قولُه:«تقطَّعتْ بي الحِبالُ»[خ¦٣٤٦٤] والخلافُ فيه.
وفي (باب تَفاضُل أهلِ الإيمان): «فيُلقَون في نهرِ الحياةِ أو الحَياء، شكَّ مالكٌ» كذا ذكَره البخاريُّ * [خ¦٦٥٦٠]، وبمدِّ الأوَّلِ في كتاب الأَصيليِّ، ولغيرِه بالقَصر ولا وَجهَ له هنا، ذِكْرُه وهمٌ لا بقصرٍ ولا بمدٍّ، لكنَّه قد يُخرَّج لروايةِ القَصر وجهٌ؛ فالحيا بالقَصر: كلُّ ما يَحيَى النَّاسُ به، والحيا: المطرُ، والحيا: الخِصْبُ، فلعلَّ هذه العينَ سُمِّيت بذلك لخِصْبِ أجسام من اغتَسل بها منهم كما فسَّره في الحديث، أو لأنَّهم يَحيَون بعد غُسلِهم منها فلا يَموتون على روايةِ «الحياةِ» المشهورة، ومثلُه في حديث الخَضِر في كتاب التَّفسير:«عينٌ يُقالُ لها: الحياءُ» كذا لجمهورِهم، وعند الهرويِّ:«الحياةُ»[خ¦٤٧٢٧].