وقوله:«ليسَ … بالسَّعيِ على الأَقدَامِ والاشْتدادِ»، و «لا يجوزها إلا شَدّاً» * [خ¦٣٨٤٧]، و «رأيتُ النِّساءَ يشتَدِدْنَ»[خ¦٣٠٣٩]، و «اشتدَّ رِجالٌ إلى رسولِ الله ﷺ» * [خ¦٤٢٠٣]، و «يخرجُ يَشتَدُّ» * [خ¦٢١٢٢]، و «اشتدَّ وراءَه»، كلُّه بمعنَى: الجَريِ والإحْضارِ.
وقوله ﴿بَلَغَ أَشُدَّهُ﴾ [يوسف: ٢٢]: قال البُخاريُّ: «قال بعضُهم: واحدُها: شُدٌّ»[خ¦٦٥/ ١٢ - ٦٨٠٥] بالضَّمِّ كذا لهم، وفي روايةِ ابن أبي صُفرةَ:«شدٌّ» بالفتح وبالضَّمِّ، حكاها أبو عُبيدَةَ، ولا يُذكَرُ الفتحُ، وقال الهَروِيُّ: هو جمعُ: شِدَّةٍ؛ أي: قوَّته وغايَته، قال ابنُ عبَّاسٍ: الأشدُّ: ثلاثٌ وثلَاثونَ سنَة، والاستِواءُ أربعُونَ، وقيل: الإشتِدادُ: بلوغُ الحُلُمِ، وقيل: أوَّلُه من خمسةَ عشَرَ عاماً، وقيل: ثمان عشرَةَ.
وقوله في التَّوبةِ:«كيفَ ترَونَ يفرَحُ رجُل-الحديثَ إلى قَولِه: - قلنا: شَديداً يا رسولَ الله» هذا راجعٌ إلى ما تقدَّمَ ممَّا سأَلهم عنه، أي: نُراهُ يفرحُ فرَحاً شَديداً، أو نُراه فرِحاً شدِيداً.
وتقدَّمَ في حَرفِ الهَمزةِ [أ ز ر] الاختلافُ في معنَى قوله: «شدَّ مِئزَرَه»[خ¦٢٠٢٤].
وقوله:«ألَا تَشُدُّ فنشُدَّ معَك»[خ¦٣٧٢١] أي: تحملُ على العدُوِّ، كذا روَيناهُ بضمِّ الشِّينِ في المُستَقبلِ، وقال ثعلبٌ في «نوادره»: شدَّ في الحربِ يشِدُّ بالكسر، وشدَّ الشَّيء يشُدُّه بالضَّمِّ، ومنه:«فشدَّ عليه فكان كأمسِ الذَّاهبِ»[خ¦٤٠٧٢].
وقوله:«رأيتُ … كأنَّ رأسي قُطِعَ فَاشتدَدْتُ على أَثرهِ» أي: أسرَعتُ جَرياً إثرَه، وعند الطَّبريِّ:«فاستَدَرتُ» بالسِّينِ المهملةِ والرَّاءِ، وهو وهمٌ.
وقوله في الحشَفَةِ:«فشدَّت في مَضاغِي»[خ¦٥٤١١] أي: اشتدَّتْ مُدَّةُ مضغِه لها ليُبسِها.
قوله في حَديثِ الفِتْنةِ في كتابِ مُسلمٍ:«قلتُ … ما … مُربادٌّ؟ قال: شِدَّةُ البَياضِ في سَوادٍ» كذا في جميعِ النُّسَخِ وكتَبْنا فيه عن بعضِ شُيوخِنا المُتقنِينَ: لعلَّه شبَّه البياضَ في سَوادٍ، والَّذي في الكتابِ مُغيَّرٌ منه، وما قالَه صحيحٌ؛ لأنَّ شِدَّةَ البياضِ في السَّوادِ إنَّما هو البَلَقُ؛ لأنَّ الاربِدادَ والرُّبْدَةُ إنَّما هو بياضٌ يعلُوه سوادٌ وغُبرَةٌ كلونِ الرَّمادِ، ومنه قيل: