للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

أيضاً: الخِيَامُ والبيوتُ، ومنه: «عُروشُ مكَّة» [خ¦٥٤٤٣]، وعَرْش البيتِ: سقفُه، وكذلك عريشُه أيضاً.

وقوله: في ابتداءِ الوحيِ عن الملَك: «على عَرشٍ بين السَّماء والأرض» [خ¦٤٩٢٤] أي: «كُرسيٍّ» [خ¦٤] كما جاءَ في الحديثِ الآخرِ، والعرشُ: السَّريرُ يكونُ للمَلِكِ والسُّلطانِ، ومنه قوله تعالى: ﴿وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ﴾ [النمل: ٢٣]، و «عَرش الرَّحمن» [خ¦٢٧٩٠]: معلومٌ من أعظم مخلوقاتِه وأعلاها موضِعاً.

وقوله: «اهتزَّ العرشُ لموتِ سعدِ بنِ معاذٍ» [خ¦٣٨٠٣] قيل: معناه ملائكةُ عرشِ الرَّحمنِ وحَمَلتُه سروراً به وبِرَّاً وتلقِّياً لروحِه، كما يقال: اهتزَّ فلانٌ لفلانٌ إذا استبشرَ به، وقد يكونُ اهتزازُ العرشِ لذلك علامةً جعلَها الله لموتِ مثلِه تنبيهاً لمن حضرَه من ملائكتِه، وإشعاراً لهم بفضلِه.

وقال الحربيُّ: العربُ إذا عظَّمت أمراً نسبَته إلى أعظم الأشياءِ، فيقولون: قامَت لموتِ فلانٍ القيامةُ، وأظلمَت له الأرضُ، فحُمِل على مجازِ الكلامِ، وقد قيلَ قديماً.

ورويَ عن ابنِ عمرَ أنَّ المرادَ بالعرشِ هنا: «الجِنَازة» وهي سريرُ الميِّتِ، وكذلكَ في حديثِ البراءِ: «اهتزَّ السَّريرُ» [خ¦٣٨٠٣] وتأوَّله أبو عبيدٍ الهرويُّ؛ أي: فرحَ بحملِه عليه، وهذا بعيدٌ في المرادِ بالحديثِ، لا سيَّما وقد رواه جابرٌ وأنسٌ في الصَّحيحَينِ: «اهتزَّ عرشُ الرَّحمنِ» [خ¦٣٨٠٣] وأنكرَ روايةَ السَّريرِ، وقد رويَ في حديثٍ آخرَ: «استبشرَ لموتِه أهلُ السَّماء» مفسَّراً.

١٦١٣ - (ع ر و) قوله: «لنوائبِه وحقُوقِه التي تَعرُوهُ» [خ¦٣٠٩٣] أي: لحقوقِه التي تَغشاه وتَعرِضُ له، يقال: عراه فلانٌ يعرُوه، واعتَرَاه: إذا طلبَ إليه حاجةً.

وقوله: «كُنتُ أرى رؤيا فأُعرَى منها» بضمِّ الهمزةِ على ما لم يُسمَّ فاعلُه؛ أي: أُحَمُّ.

والعُرَوَاءُ -بضمِّ العينِ وفتحِ الرَّاء ممدوداً- نفضُ الحمَّى، وقد تقدَّم تفسيرُ قولِه: «تَعتَريهم» [خ¦٩٩٢] أي: تقصدُهم لطلبِ معروفِهم.

وقوله: «وفي أعلَاهُ عُروَة» [خ¦٣٨١٣] أي: شيءٌ يُستمسَك به ويتوثَّقُ، وكلُّ ما كان مثلَ هذا قيلَ له عروةٌ، قال الله تعالى: ﴿فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ﴾ [البقرة: ٢٥٦] وأصلُه من عروةِ الكلأِ، وهو كلُّ ما له أصلٌ ثابتٌ في الأرضِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>