أمحُوهُ، ومحَيتُهُ أمْحَاهُ إذا أذهبتَ كتابتَهُ، فمعناه: ظهورُ الإسلامِ على الكفرِ، أو قَتَلَ مَن قَتَلَ من الكفرَةِ، ورجَّعَ بقيَّتَهم إلى الإيمانِ، وأبطلَ كفرَهُم، ووَقَعَ في كتابِ القاضي الشَّهيدِ في مسلمٍ:«وأنا الماحْ» هكذا بغير ياءٍ، وكذا في رواية الحَمَّوييِّ وأبي الهيثمِ، وبعضُهم عن البخاريِّ.
[فصل الاختلاف والوهم]
قوله في حديثِ القَسَامةِ:«فمُحُوا من الدِّيوان» كذا لرواةِ البخاريِّ [خ¦٦٨٩٩]، وعند الأَصِيليِّ:«فنُحُّوا» بالنُّونِ، والأوَّلُ الصَّواب.
[الميم مع الخاء]
١٢١٧ - (م خ ر) قوله في التَّفسيرِ: وقال مجاهدٌ: «تَمخَرُ السُّفنُ من الرِّيحِ، ولا تمخَرُ الرِّيحَ مِن السُّفنِ إلَّا العِظَامُ» كذا لهم، وعندَ الأَصِيليِّ:«تمخَرُ السُّفنُ الرِّيحَ»[خ¦٣٤/ ١٠ - ٣٢٢٢] بضمِّ «السُّفنِ» ونصبِ «الرِّيحِ»، قال بعضُهم: صوابُهُ فتحُ «السُّفن» وضمُّ «الرِّيح»، الفعلُ للرِّيحِ؛ كأنَّه جعلَها المُصرِّفةَ لها في الإقبالِ والإدبارِ، قال القاضي ﵀: والصَّواب -إن شاء الله- ما ضبطَه الأَصِيليُّ، وهو دليلُ القرآنِ، إذ جعلَ الفعلَ للسُّفنِ فقال: ﴿مَوَاخِرَ فِيهِ﴾ [النحل: ١٤] قال الخليلُ: مخَرَتِ السَّفينةُ إذا استقبلتِ الرِّيحَ، وقال أبو عبيدٍ وغيرُهُ: هو شَقُّها الماءَ، فعلى هذا السَّفينةُ فاعلةٌ مرفوعةٌ، وقال الكِسَائيُّ: مخَرَتْ تمخَرُ إذا جَرَتْ، قال أبو عبيدٍ: مواخرَ يعني: جوارِيَ.
١٢١٨ - (م خ ض) قوله في الزَّكاةِ: «ولا الماخِضُ» هي الَّتي مَخَضَتْ؛ أي: حملتْ ودنَا وقتُها، نهيٌّ عن أخْذِها.
وقوله:«فيها بنتُ مَخاضٍ»[خ¦١٤٤٨] هي الَّتي حملتْ أمُّها، وهي الآن ماخِضٌ وهو في السَّنةِ الثَّانيةِ؛ لأنَّ العربَ إنَّما كانت تحملُ الفحولَ على الإناثِ سنةً، فإذا وضعتْ تركتْها سنةً، حتَّى يشتدَّ ولدُها فيُرمَى الفحلُ عليها في الأُخرى، ففيها تحملُ وتمخَضُ.
وفي الحديثِ:«فأصابَها المَخاضُ» أي: الطَّلْقُ والولادةُ.
الميم مع الدَّال
١٢١٩ - (م د ح) قوله: «لا أحدَ أحبُّ إليه الِمدْحةُ مِن الله»[خ¦٤٦٣٧] المِدْحةُ: الثَّناءُ والذِّكْرُ الحَسَنُ؛ بكسْرِ الميمِ فإذا أزلْتَ التَّاءَ فتحتَ الميمَ فقلتَ: المَدْح، ومعنى ذلك أنَّه يريدُها ويأمرُ بها ويُثيبُ عليها.
١٢٢٠ - (م د د) قوله: «في المدَّة الَّتي مادَّ فيها أبا سفيانَ»[خ¦٧] بتشديدِ الدَّالِ؛ أي: جعلُوا