للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

تُرضِع، ومنه: «إنَّ له مُرضِعاً في الجنَّة» [خ¦١٣٨٢]، قال الخَطَّابيُّ: ورواه بعضُهم: «مَرضعاً» بفَتحِ الميمِ؛ أي: رَضاعاً.

٨٦٨ - (ر ض ف) قوله: «فيَبِيتُون في رِسْلِها ورَضِيفِهِا» * [خ¦٣٩٠٥] الرِّسلُ اللَّبنُ، والرَّضيفُ منه ما طُرِحت فيه الحجارةُ المُحْمَاةُ، وهي الرَّضْفة بفَتحِ الرَّاء وسُكون الضَّاد، قال الخَطَّابيُّ: الرَّضيفُ والمَرضُوفُ: اللَّبنُ يُحقَن في السِّقاء حتَّى يصير حازِراً، ثمَّ يُصبُّ في القَدَحِ وقد سُخِّنت له الرُّضاف فيُكسر به بردُه ووخامَتُه، وقيل: الرَّضيفُ المَطبوخُ منه على الرَّضْفِ.

وقوله: «بَشِّر الكانِزِين بِرَضْفٍ يُحمَى» [خ¦١٤٠٧] هي الحِجارةُ تُحمَى بالنَّارِ ونحوُ ذلك.

فصلُ الاخْتلافِ والوَهمِ

قوله في حَديثِ الغَارِ: «فيَبِيتُون في رِسْلها -وفسَّره في الحَديثِ فقال: - وهو لبنُ مِنْحَتِهِما ورَضِيفِهِما» كذا وقَع في الرِّوايات والنُّسخ على التَّثنِية، وصَوابُه: «ورَضِيفِها»، وقد فسَّرناه، وكذا في رِوايَةٍ عن الخطابيِّ، قال الخَطَّابيُّ: وقد رواه بعضُهم: «وصَريفِها»، وهو اللَّبن ساعَة يُحلَب، وفي رواية عبدُوسٍ والنَّسفيِّ: «ورضيعهما» بالعَينِ مُثنًّى، وليس بشَيءٍ.

قوله في حَديثِ ابنِ صَيَّادٍ: «فرَضَّه النَّبِيُّ » كذا ذكَره البخاريُّ في كتاب الأدَبِ [خ¦٦١٧٣] بالضَّاد المُعجَمة، وفي الجَنائزِ عن شُعيبٍ، ووقَع له في غَيرِ هذا المَوضعِ في كتابِ الجَنائزِ: «فرَفَصَه» [خ¦١٣٥٥] بصَادٍ مُهملةٍ وفاءٍ قبلَها، وكذا عند كافَّة رُوَاة مُسلمٍ والبُخاريِّ، وجاء في البخاريِّ في كتاب الجنائزِ من رِواية الأَصيليِّ لأبي زَيدٍ: «فرَقَصَه» مِثلُه إلَّا أنَّه بالقافِ، وعند عبدُوسٍ: «فوَقَصَه» بالواو، وعند أبي ذَرٍّ لغير المُستمليْ: «فرَفَضَه» بالفاء والضَّاد، ولا وجه لهذه الرِّوايات، قال الخَطَّابيُّ: إنَّما هو: «فرَصَّه»، وكذا رَواه في «غَريبِه» بصادٍ مُهمَلة؛ أي: ضغَطَه وضمَّ بعضَه إلى بَعضٍ، وقال المازِريُّ: أقربُ منه أن يكون «فرَفَسَه» بالسِّين مثل ركَلَه، وقال بعضُهم: الرَّفصُ: الضَّربُ بالرِّجلِ مثلُ الرَّفسِ، ولم أجِد هذه اللَّفظةَ في جَماهيرِ اللُّغةِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>