وقوله:«الماءُ القَرَاحُ» هو الذي لم يُشَب بغيرِه من نبيذٍ ولا عسلٍ ولا شيءٍ، وقال بعضُهم فيه هنا: الباردُ، وهو خطأ.
١٩١٧ - (ق ر د) قوله: «يُقرِّدُ بَعيرَه» أي: يزِيل عنه القُرَادَ، وهي دُويبةٌ تتعلَّقُ بالحيوانِ معروفةٌ، كذا ضبَطه أكثرُهم «يُقرِّدُ» مثقَّلاً، ويُروى:«يُقرِد» مخفَّفاً، وبالوجهَينِ ضبطناه. ومنه قولُه:«كان يكره أن يَنزعَ المُحْرِمُ حَلَمةً أو قُراداً عن بعيره» والحَلَمُ: صغارُ القِردانِ، أو نوعٌ منه.
١٩١٨ - (ق ر ر) قوله: «فيَقُرُّها في أُذُنِ وَليِّه قَرَّ الدَّجاجةِ»[خ¦٦٢١٣]، ويُروى:«الزُّجاجة»، وفي الرِّوايةِ الأُخرى:«فيُقَرْقِرُها في أُذُنه كَقَرْقَرَةِ الدَّجاجةِ»[خ¦٧٥٦١]، وفي الأُخرى:«كما تُقَرُّ القارُورُة»[خ¦٣٢٨٨] وهي بمعنَى: «الزُّجاجةِ»، كذا ضبَطه الأَصيليُّ:«يَقُرها» بضمِّ القاف، وعند غيرِه:«يُقِرُّها» بكسرِ القاف وضمِّ الياء، وصوَّب بعضُهم الأوَّلَ، وكلاهما صوابٌ على اختلاف التَّفسيرِ في معناه، فقيل: يُردِّدها في أُذُن وليِّه كما تُردِّد الدَّجاجةُ صوتَها، وهذا على ضمِّ القافِ، وكذلك على من فسَّره أنَّه يُصوِّت بها كما تُصوِّت الدَّجاجةُ، يُقال: قَرَّت الدَّجاجةُ تَقِرُّ قَرّاً إذا قطعَت صوتَها، وقَرْقَرَتْ قَرْقَرَةً إذا ردَّدتُه، أو كما تُصوِّت الزُّجاجةُ إذا حرَّكتَها على شيءٍ، أو كما يتردَّدُ ما يُصَبُّ في الآنيةِ والقارورةِ في جوانبها، ويصحُّ هذا على الرِّوايتَين الضَّمِّ والكسرِ، يُقال: قَرَرْتُ الماءَ في الآنيةِ وأقرَرْتُه إذا صبَبتَه، قاله صاحبُ «الأفعالِ»، وقيل:«يَقُرُّها» معناه يسارُّه بها، ويصحُّ هذا على روايةِ ضمِّ القافِ، يُقال: قَرَّ الخبرَ في أُذنه يَقُرُّه قَرّاً إذا أودعَه، وقيل: يُقِرِّه يُودِعه فيه، وهذا على رواية الكسرِ من أَقرَّ الشَّيءَ يُقِرُّه.
وقد ذكرنا من هذا في حرفِ الدَّالِ واختلافِ الرِّواياتِ في هذا الحديثِ وبيانِ صوابِه.
و «القارُورةُ» هنا واحدةُ القَواريرِ، وهي أواني الزُّجاجِ، ومنه في الحديثِ الآخَر:«رِفْقاً بالقَواريرِ»[خ¦٦٢٠٩]، «لا تكسرْ القواريرَ»[خ¦٦٢١١]؛ يعني النِّساءَ، شَبَّههُنَّ لضعفِ قلُوبهنَّ بقواريرِ الزُّجاجِ، قيل: خشيَ عليهنَّ الفتنةَ عند سماعِ الحُداءِ الحسَنِ، ويُحتمَل أنَّه أشار إلى الرِّفق في السَّيرِ؛ لئلَّا تُسرعَ الإبلُ بنشاطِها